قرار مُرتَقب من مصرف لبنان قبل أواخر شباط

لِما يخطّط حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري؟! سؤال يطرحه المودِعون الذين عادوا إلى سحب أموالهم من المصارف استناداً إلى التعميمَين 158 و166 وفق الآلية المعتادة من دون أي زيادات شهرية موقتة، بعدما استفادوا من قرارات منصوري على مدى أربعة أشهر، مرة زادت قيمة السحوبات الشهرية ثلاثة أضعاف، وثلاث مرات ضعفَي القيمة.

"وفق المنطق، على الحاكم اتخاذ قرار جذري في هذا الموضوع"، بحسب الخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي، إذ "يجب التوصّل إلى اتفاق حول نسبة السحوبات الشهرية رسمياً".

ويقول جباعي لـ"المركزية": مع دخول لبنان عهد جديد، فضّل مصرف لبنان التريّث في اتخاذ أي قرار في هذا الشأن، في انتظار تشكيل الحكومة العتيدة كي يتم عرض الاتفاق عليها في إطار اقتراح حل لأزمة المودِعين ككل، وبالتالي التعاون في وضع آلية لزيادة نسبة السحوبات رسمياً، خصوصاً أن مصرف لبنان ليس وحده مسؤولاً عن حل أزمة المودِعين إنما بالتعاون مع الدولة ومصرف لبنان والمصارف... من هنا رأى البنك المركزي أن من الأفضل انتظار تشكيل الحكومة ولا سيما وزير المال الجديد، لمناقشته في الأمر قبل اتخاذ أي قرار إن بإلغاء التعاميم القديمة أو إصدار تعاميم جديدة، فوزير المال مسؤول بدوره في هذا الموضوع.

ويُضيف أن "مصرف لبنان يفكّر في حل شامل لهذه المسألة، يبدأ بوضع رؤية وخطة واضحة لحل أزمة المودِعين على المدى المتوسط، وعلى المدى القريب التوافق على نسبة الزيادة المقترحة على السحوبات الملحوظة في التعاميم بالتعاون بين مصرف لبنان والدولة والمصارف".

بما أن الحكومة الجديدة تأخّر تشكيلها، "يُرتقب صدور قرار عن مصرف لبنان قبل أواخر شباط الجاري، يتضمّن إجراءً واضحاً من قِبَل البنك المركزي في ما يخصّ السحوبات المصرفية الشهرية وتعديلها بشكل نهائي، على أن تبدأ زيادة هذه النسَب تدريجياً"، يكشف جباعي.

في ضوء ذلك، يتمنى "الإسراع في تشكيل الحكومة في أقرب وقت، من أجل إطلاق النقاش الفوري بين مصرف لبنان والحكومة على خطة متكاملة لأزمة المودِعين عل المديَين المتوسط والبعيد من جهة، وعلى قرارات سريعة تتعلق بالسحوبات المصرفية على المدى القصير من جهةٍ أخرى.

ويرى أن "مجرّد الاتفاق على خطة واضحة لحل أزمة المودِعين، يساعد ذلك البنك المركزي على تحديد نسبة السحوبات، إذ تصبح لديه رؤية واضحة حول كيفية التعاطي مع ملف المودِعين ككل".

ويختم جباعي مشدداً على "وجوب حل أزمة المودِعين بشكل جذري وعدم تمرير الوقت هباءً، لأنه مع مرور الوقت يفقد المودِعون أموالهم تدريجياً".

المركزية - ميريام بلعة