بسبب خطته لتهجير "الغزيين".. نواب في الكونغرس "ينتفضون" على ترامب

انتفض نواب ديمقراطيون في الكونغرس على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب تصريحاته، التي أعلن فيها عن رؤيته بشأن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، بعد إخلائها من سكانها ونقلهم إلى دول أخرى، مؤكدين أن هذا المخطط "سيُشعل" منطقة الشرق الأوسط.

وسادت حالة من الغضب في مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث رأى بعض الأعضاء أن وجودًا عسكريًا للولايات المتحدة مجددًا في الشرق الاوسط وتحديدًا في منطقة نزاع كقطاع غزة، سيفتح المجال أمام المزيد من الأزمات في "منطقة مشتعلة من الأصل".

وأشاروا إلى أن فكرة وجود عسكري أمريكي مباشر على الأرض لن تخدم مشاريع التهدئة في المنطقة، سواء في الحاضر أو في المستقبل.

ويقول سيناتور ولاية ميريلاند، كريس فان هولن، لمراسلي "الكونغرس"، إن ترامب بهذا النوع يضيف المزيد من النار إلى منطقة فيها ما يكفي من أسباب الاشتعال، مؤكدًا أن دول الشرق الأوسط أظهرت خلال الأيام القليلة الماضية معارضتها القوية ورفضها الكامل لفكرة ترحيل فلسطينيين من غزة واستقبالهم على أراضيها.

وشدد السيناتور الديمقراطي على أن ما يطرحه ترامب يحمل في معناه إجبار الولايات المتحدة قرابة مليونين من سكان قطاع غزة على مغادرة أراضيهم، وهذا لا يحمل معنى آخر سوى معنى التطهير العرقي.

ومن جانبه، يقول السيناتور الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية، كريس ميرفي، إن الرئيس ترامب بطرحه هذا المقترح فقد البوصلة بالكامل، مضيفًا أن دخول قوات أمريكية إلى قطاع غزة سوف يؤدي إلى تعريض آلاف الجنود الامريكيين للموت، كما أنه سوف يفتح الطريق واسعًا أمام حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط.

ميرفي اتهم ترامب بأنه يهدف من خلال هذه التصريحات إلى إبعاد الأنظار عن حقيقة ما يحدث في العاصمة واشنطن من خلال تمكينه الأثرياء الكبار من السيطرة على الحكومة الفيدرالية وإبعادها عن خدمة عامة الأمريكيين لعدة أيام؛ لأنه يدرك تمامًا أن الإعلام المحلي والدولي سوف ينشغل خلال هذه الفترة بالحديث عن هذه التصريحات اللافتة بخصوص منطقة الشرق الأوسط عوضًا عن التركيز عن القصة الأساسية التي تحدث في العاصمة واشنطن.

ويلفت سيناتور ولاية أريزونا الديمقراطي، روبن كاليغو، إلى أن ترامب يريد السيطرة على قناة بنما وجزيرة غرينلاند، والآن يريد أن يضيف إليهما غزة، مؤكدًا أن ترامب أظهر ما يكفي خلال تصريحاته أنه داعية للحرب.

هذه التصريحات من جانب المشرعين الديمقراطيين جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس ترامب خطته لمستقبل قطاع غزة، التي أوضح خلال مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض عقب اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قطاع غزة لم يعد صالحًا للحياة بسبب الحرب التي عاشها في الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن التاريخ لا يمكن أن يكرر نفسه مرة أخرى بالنظر إلى أن جميع المحاولات التي سعى من خلالها القادة السابقون لحل أزمة القطاع لم تحقق أهدافها، ولذلك وجب التفكير بطريقة مختلفة.

ويقول ترامب إن الفلسطينيين عانوا كثيرًا في غزة، ولذلك وجب نقلهم إلى منطقة آمنة تتوفر على أسباب الحياة الجيدة، مشيرًا إلى أن دولا عدة ترحب بمقترحه، وأن الأمر لن يقتصر فقط على الجارتين الأردن ومصر، وإنما هناك دول أخرى ترحب بفكرة ترحيل فلسطينيين إليها.

وأضاف ترامب أن قائدي مصر والأردن يفتحان قلبيهما، وسيساعدان في تحقيق فكرة استقبال فلسطينيين على أراضيهما، مشددًا على أنه واثق من ذلك.