"بايدن منع نتنياهو من توجيه ضربة قاضية لحزب الله"!
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" تفاصيل غير معلنة عن كواليس صنع القرار داخل الدوائر السياسية والعسكرية في إسرائيل خلال الأيام الأولى التي تلت 7 تشرين الأول، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي كان قاب قوسين أو أدنى من شن ضربة واسعة على حزب الله، في خطوة كانت ستقلب موازين الصراع في المنطقة.
بحسب الصحيفة، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ومنذ الساعات الأولى لهجوم "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية، شعر بقلق عميق من احتمال أن يكون الحزب اللبناني في تنسيق مع الحركة الفلسطينية لاستدراج الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب، قبل توجيه ضربة قوية من الشمال. هذا السيناريو، الذي أثار مخاوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، جعل هاليفي يدير الأزمة من مقر القيادة في تل أبيب، حيث تلقى معلومات استخباراتية حساسة حول المخاطر المحتملة.
في 8 تشرين الأول، عندما بدأ حزب الله إطلاق قذائف الهاون نحو إسرائيل، ازدادت الهواجس داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية بشأن اندلاع حرب متعددة الجبهات. ومع ذلك، فإن التحليل الاستخباراتي داخل الجيش الإسرائيلي هو الذي كشف عن خطر حقيقي يتمثل في احتمال غزو بري من الحزب اللبناني، وليس الشاباك أو الموساد، وفقاً للصحيفة.
مع تصاعد التوترات، بدأ هاليفي سلسلة اجتماعات مكثفة، شملت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت، إضافة إلى قيادات عسكرية بارزة مثل قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، وقائد القوات الجوية تومر بار، وقائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان.
بحسب الصحيفة، فإن غالانت كان من أوائل المؤيدين لشن ضربة استباقية كبرى على حزب الله، وهو ما دفع هاليفي إلى إرسال مسؤولي استخبارات الجيش لمناقشة الأمر معه بشكل معمق، حيث توصلا إلى أن المفاجأة العسكرية ستكون الوسيلة الأمثل لشلّ قدرات الحزب قبل أن يتمكن من فتح جبهة واسعة ضد إسرائيل.
لكن الخطة العسكرية لم تحظَ بتأييد جميع القيادات. فقد كان عميت ساعر، رئيس قسم التحليل والاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، من أبرز المعارضين لها، محذراً من تداعيات استفزاز حزب الله ودخول حرب غير محسوبة العواقب. رغم ذلك، أكد هاليفي على أهمية النقاش الداخلي، مشيراً إلى أن الآراء المعارضة داخل المؤسسة الأمنية لا بد من احترامها وطرحها أمام مجلس الوزراء الأمني.
بحسب التقرير، لم تكن العقبة الرئيسية أمام تنفيذ الهجوم هي الخلافات الداخلية فقط، بل أيضاً الضغط الأميركي. ففي محاولة لحشد الدعم السياسي، أرسل هاليفي كبار الضباط إلى لقاء رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية والمقرب من نتنياهو، بهدف إقناعه بضرورة تنفيذ الضربة.
لكن العقبة الحقيقية ظهرت عندما نقل ديرمر المسألة إلى واشنطن. حيث تواصل مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في خطوة وصفها بعض المسؤولين الإسرائيليين بـ"الخطأ الاستراتيجي"، على اعتبار أن الولايات المتحدة لم تكن لتؤيد ضربة استباقية ضد حزب الله.
تصاعدت الاتصالات الدبلوماسية بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، حيث حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي إقناع واشنطن بضرورة تنفيذ الضربة. لكن بحسب الصحيفة، فإن بايدن رد بحزم قائلاً لنتنياهو: "لا تفعل هذا. أنت تعرفني، لقد عرفنا بعضنا البعض منذ وقت طويل. هذا خطأ، لا تسلك هذا الطريق". وهو ما اعتُبر بمثابة تحذير أميركي قاطع بعدم التصعيد مع حزب الله.
على الرغم من الضغط الكبير الذي مارسه غالانت على نتنياهو لدفعه إلى اتخاذ قرار نهائي بشن الهجوم، فإن رئيس الوزراء بدا متردداً وغير راغب في اتخاذ خطوة قد تفتح حرباً شاملة مع لبنان. ووفقاً للصحيفة، فإن الضربة التي كانت مجدولة عند الساعة الثالثة فجراً من يوم 11 تشرين الأول، وصلت إلى مرحلة التنفيذ الأولي، حيث تم إرسال الطائرات الحربية إلى الجو استعداداً للهجوم خلال دقائق، لكن القرار النهائي لم يصدر.
وهكذا، وجدت إسرائيل نفسها تتراجع في اللحظات الأخيرة عن تنفيذ ضربة كانت ستغير مسار الحرب، وهو ما فسره البعض بأنه موقف إسرائيلي ضعيف، فيما رآه آخرون بأنه استجابة لضغوط خارجية وداخلية حالت دون اندلاع مواجهة إقليمية واسعة.
المصدر: 24.AE
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|