بنسبة 200%... "قطاع" يشهد انتعاشًا غير مسبوق!

مع انتهاء الحرب وبدء صرف التعويضات للمواطنين المتضررين، شهد سوق المنازل الجاهزة طلبًا غير مسبوق، حيث باتت هذه البيوت حلًا عمليًا وسريعًا لمن فقدوا منازلهم. المواطن الذي حصل على تعويض بقيمة 12 ألف دولار، تشمل بدل إيجار وتعويضًا عن الأثاث، أصبح بإمكانه استثمار جزء من هذا المبلغ في شراء منزل جاهز مكون من غرفتي نوم ومطبخ وحمام مع تأثيثه، ووضعه على أرضه إلى حين إعادة بناء منزله المدمر.

في هذا الإطار، أكّد أحد العاملين في هذا القطاع لـ "ليبانون ديبايت"، أن الإقبال تضاعف بشكل هائل منذ انتهاء الحرب وبدء صرف التعويضات، حيث ارتفع الطلب على هذه المنازل بنسبة 200% أو ربما أكثر.

واعتبر أن المواطنين باتوا يفضلون هذا الحل بدلًا من إنفاق أموالهم على الإيجار، حيث يضمن لهم منزلًا دائمًا يمكنهم الاستفادة منه لاحقًا، سواء كسكن مؤقت أو كملحق إضافي بعد إعادة إعمار منازلهم الأصلية.

ورغم ارتفاع الطلب، شدد على أنهم ليسوا "تجار حرب"، مشيرًا إلى أن سعر المتر قبل اندلاع الحرب كان 300 دولار، إلا أنه انخفض اليوم إلى 250 دولارًا بسبب المنافسة وزيادة الإنتاج. وبالتالي، باتت تكلفة منزل جاهز مكون من غرفتين ومطبخ وحمام لا تتجاوز 8000 دولار، ما يجعله خيارًا اقتصاديًا للكثيرين.

وأشار إلى أن المواطنين المتضررين يتوافدون يوميًا للاستفسار عن الأسعار، ومنهم من يقوم بالحجز مباشرة دون تردد، نظرًا لأن المنزل الجاهز يبقى ملكًا لهم على عكس الإيجار الذي يعتبر مالًا مهدورًا.

ولم يقتصر الإقبال على المواطنين العاديين، بل امتد ليشمل أصحاب المصالح أيضًا، حيث أوضح أن بعض الصيادلة وغيرهم من أصحاب المهن يبحثون عن تصاميم مخصصة تناسب أعمالهم. على سبيل المثال، هناك من يريد إقامة صيدلية مؤقتة في موقع صيدليته المدمرة، إلى حين إعادة إعمارها بالكامل.

ومن بين أكثر الفئات التي أبدت اهتمامًا بالمنازل الجاهزة، كان أهالي القرى التي دُمّرت بالكامل، مثل كفركلا وغيرها، حيث قام العديد منهم بالحجز بالفعل. ومع ذلك، أشار العامل إلى أنهم لا يستطيعون البدء في تنفيذ هذه المشاريع قبل التأكد من تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية.

ولفت إلى أنه "مع استمرار الطلب على هذا النوع من المنازل، يبدو أن هذا القطاع سيظل نشطًا لعدة سنوات قادمة، على اعتبار أن المنازل الجاهزة تمثل حلًا مثاليًا للمواطنين الذين فقدوا مساكنهم، حيث توفر لهم استقرارًا مؤقتًا دون الحاجة إلى استئجار منازل بأسعار مرتفعة".