هذيان طارق متري
بدلاً من أن يعتذر الوزير السابق طارق متري عن وصفه مجزرة الدامور بأنها مجرد “حادث”، أو أن يتحمل مسؤولية إخفاقه في الوزارات التي تولاها سابقاً، أو أن يصارح اللبنانيين بحقيقة كونه وديعة فؤاد السنيورة في حكومة نواف سلام، أو حتى أن يعترف بفشله في إدارة المؤسسات التي عُهدت إليه، يحاول اليوم تبرير مواقفه عبر إلقاء اللوم على وسائل الإعلام، التي لم تفعل سوى كشف حقيقته أمام الرأي العام.
مجزرة الدامور، التي وقعت في 20 كانون الثاني 1976 خلال الحرب اللبنانية، كانت واحدة من أبشع المجازر التي شهدها لبنان، حيث شنّ مسلحون هجوماً دموياً على بلدة الدامور المسيحية، ما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين وتشريد الآلاف. وعلى الرغم من مرور عقود على هذه الجريمة، لا تزال ذاكرتها محفورة في وجدان اللبنانيين، خصوصاً أبناء الشارع المسيحي، الذين يرون فيها محطة مفصلية في تاريخ الصراع اللبناني.
لقد أظهرت الوقائع أن طارق متري لا يمثل الشارع المسيحي، بل يعبّر عن خيارات لا تمتّ بصلة إلى تطلعات هذا الشارع. وللتذكير، فإن متري، كغيره من الوزراء، ليس سوى وديعة سياسية للسنيورة داخل الحكومة، وذلك برعاية وتغطية مباشرة من الرئيس نواف سلام. وبالتالي، فإن المقعد الذي سيشغله يُقتطع من حصة القوى المسيحية الحقيقية التي تعبّر عن إرادة الشارع المسيحي وتطلعاته.
فهل سيبقى متري في دائرة التبرير، أم سيواجه الحقيقة بشجاعة؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|