المجتمع

إطلاق العمل على الموسوعة الادبية: تراث ادب جبل عامل الشفهي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد سنوات من جهود البحث والتوثيق الدقيق، أطلق مؤرخ الأدب الشعبي العاملي  قاسم حجيج العمل مع مجموعة من المتطوعين الشبان من بلدة دير انطار خاصة ومن منطقة جنوب لبنان عامة جهودا لإطلاق الموسوعة الالكترونية لحفظ تراث أدب جبل عامل، وهي  موسوعة تاريخية فريدة من نوعها، جمع فيها حجيج الأمثال والقصص الشعبية التي لم تُجمع من قبل. و الموسوعة الالكترونية ستضم الى اعماله عددا من النسخ الالكترونية لاعمال من سبقوه في هذا المضمار.
اما تنفيذ العمل فسوف يتم انجازه خلال اشهر الصيف المقبل وتطلق المدونة قبل نهاية اب المقبل في حفل سيجري في بلدة دير انطار الجنوبية. 
المدونة جزء من اعمال تفرغ لها حجيج مؤخرا منذ تقاعد عام 2016 من مجال الاعمال التجارية  في بلاد الاغتراب وهو عمل موسوعي يتضمن فصولًا متنوعة حول الحكايات الشعبية والأمثال ومعانيها. 
ويأتي هذا العمل لإكمال الجهود التي بذلها المؤرخون السابقون ممن أفنوا أعمارهم في جمع الأدب العاملي الشفهي، والذين ساهموا في الحفاظ على هذا التراث الغني.
النشأة والتحديات المبكرة
وُلد قاسم حجيج في لاغوس، نيجيريا، إلا أن جذوره تمتد بعمق في بلدة دير انطار الجنوبية، حيث أمضى طفولته بين أزقتها وحقولها. كان والده تاجرًا للحبوب يعبر الحدود بين لبنان وفلسطين قبل أن يرسم التاريخ معالمه الجديدة عام 1947، ومنه تعلم قاسم جمع الامثال وحب الحكايات الشعبية فقد جالس الكثير من المؤرخين من ضمنهم والده ورفاق والده لجمع القصص من ذاكرتهم وتدوينها.
منذ طفولته، كانت الثقافة العامة والشعر والأمثال الشعبية جزءًا لا يتجزأ من حياة قاسم حجيج، حيث تأثر بالقصص التي كان يسمعها من كبار السن، والتي كانت تحكي تاريخًا وتراثًا غنيًا لجبل عامل. وعندما تقاعد من عالم المال والأعمال، قرر أن يفرغ نفسه لمشروع ثقافي عظيم، وهو جمع وتوثيق الأدب الشفهي العاملي. بدأ قاسم حجيج رحلة شاقة لجمع الأمثال الشعبية، الحكايات، والشعر التراثي من أفواه كبار السن في القرى الجنوبية، بهدف الحفاظ على هذه الكنوز الثقافية وضمان نقلها للأجيال القادمة.
وبفضل جهوده، ستصد موسوعة "ادب جبل عامل الشفهي الالكترونية"، التي أصبحت منذ العمل عليها مرجعًا هامًا في مجال الأدب الشعبي، لتوثق التراث العاملي بكل تفاصيله. هذه الموسوعة تعكس حب قاسم حجيج لثقافة جبل عامل، وتؤكد على ضرورة الحفاظ على التراث الشعبي في ظل التحولات المعاصرة.
إرث العطاء والتفاني
إن قصة قاسم حجيج هي نموذج للشخص الذي لم ينس جذوره ولا مجتمعه رغم النجاح الكبير الذي حققه على المستوى العالمي. رؤيته لم تقتصر على تحقيق الثروة فقط، بل تخطتها إلى العطاء المستدام لخدمة المجتمع، من خلال بناء المؤسسات الخدمية وتمكين الشباب وتوثيق التراث. بإرادته وتفانيه، غيّر قاسم حجيج واقع بلده، وجعلها نموذجًا حيًا للنجاح والإبداع المجتمعي.
قاسم حجيج ليس مجرد رجل أعمال، بل هو شخصية ملهمة جسدت الحب العميق للأرض والناس. بفضل أعماله ومشاريعه الثقافية والاجتماعية، استطاع أن يترك أثرًا دائمًا في منطقته وفي ذاكرة الأجيال. إنه مثال حي على أن العظمة لا تكمن فقط في النجاح المادي، بل في كيفية استخدام هذا النجاح لخدمة المجتمع والحفاظ على الهوية الثقافية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا