هل من خطة عربية للتصدي لمشاريع ترامب - نتنياهو؟

يتأكد اكثر يوما بعد يوم، ان الاجتماع الذي ضم، الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وضع خططا جديدة للمنطقة لم تكن في حسابات احد، وقد وصف الاخير اليوم زيارته الى واشنطن بـ"التاريخية" التي "ستغير وجه الشرق الاوسط".

فبعد ان ظن المراقبون ان ترامب سيدفع باتجاه حل الدولتين، اقترح الرجل تهجير الفلسطينيين من غزة الى مصر والاردن. المفاجآت لم تقف هنا، بل سرعان ما استلحق نتنياهو هذه الفكرة، بأخرى أدهى، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

فقد قال في مقابلة تلفزيونية مع القناة 14 الإسرائيلية، مساء الجمعة، إن "لدى السعودية ما يكفي من الأراضي لتوفير دولة للفلسطينيين"، وفق تعبيره.

هذا الكلام اثار عاصفة من ردود الفعل الشاجبة. وزارة الخارجية السعودية قالت في بيان "تؤكد المملكة رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي". وشددت المملكة على أن "حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخا ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين"...

وأدانت مصر والأردن التصريحات الإسرائيلية ووصفت القاهرة الاقتراح بأنه يعد "تجاوزا مستهجنا وتعديا على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وافتئاتا على سيادة المملكة العربية السعودية".

وفي وقت أعلنت وزارة الخارجية المصرية امس ان القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 شباط الجاري لبحث التطورات "المستجدة والخطيرة" للقضية الفلسطينية، اشارت المصادر الى ان هذه القضية تمر فعلا في مرحلة حرجة مفصلية. فالتوجه الأميركي الإسرائيلي يبدو ذاهبا نحو تصفيتها وتصفية حل الدولتين. على العرب، والحال هذه، ان يرسموا سريعا خطة للتصدي لحماية الفلسطينيين وايضا انفسهم مما يبدو ترامب ونتنياهو يطبخانه. فهل يعرفون كيف يستخدمون ثرواتهم ودبلوماسياتهم، للمواجهة ؟ ام انهم سيعتبرون ان الصراع العربي - الفلسطيني- الإسرائيلي آن اوان ان ينتهي لو مهما كان الثمن ؟

المركزية - لورا يمين