"إغراق الساحة".. تكتيك ترامب الجديد لتعزيز نفوذه

ترى صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبنى في ولايته الثانية استراتيجية "إغراق الساحة"، عبر إصدار أوامر تنفيذية متسارعة وتصريحات مثيرة للجدل، بهدف إرباك خصومه السياسيين ووسائل الإعلام، وتعزيز سيطرته على الحزب الجمهوري وترسيخ سياسات جديدة داخليًا وخارجيًا.

وخلال الشهر الأول من ولايته الثانية، أطلق ترامب سلسلة من الإجراءات، شملت حملات مشددة ضد المهاجرين، وفرض قيود على تمويل برامج التنوع، والدعوة إلى ضم أراضٍ استراتيجية، إلى جانب فرض عقوبات تجارية مفاجئة.

ويرى مراقبون أن هذه المنهجية تُصعّب على المعارضة تقديم رد موحد، إذ تواجه تطورات متلاحقة في وقت واحد.

ففي يوم واحد، أمر ترامب باعتقالات جماعية للمهاجرين غير النظاميين، وألغى تمويل برامج التمييز الإيجابي، ثم أعلن في اليوم التالي عن "انتصارات" جديدة؛ ما يضع خصومه في حالة من التشتت المستمر.

ولا تقتصر هذه الاستراتيجية على القرارات السياسية، إذ أثار ترامب الجدل بربطه حادث طيران كبير بسياسات التوظيف التفضيلية في الوكالات الفيدرالية؛ ما أدى إلى موجة من الانتقادات.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الإعلام التقليدي يجد نفسه "عاجزًا" عن مواكبة سيل المعلومات التي تتراوح بين الحقائق المشوهة والتصريحات المضللة.

وبينما يعتبر معارضوه هذه الفوضى تكتيكًا مقصودًا لتعزيز نفوذه، يرى أنصاره أنها دليل على قيادته الحاسمة والتزامه بوعوده الانتخابية.

في المقابل، يعاني الحزب الديمقراطي من غياب قيادة واضحة؛ ما يصعب عليهم مواجهة سيل الأوامر التنفيذية المتسارعة.

وأوضحت الصحيفة أن إيلون ماسك، يساهم في تضخيم تأثير ترامب عبر منصة "إكس"، عبر تسليط الضوء على مزاعم تتعلق بتمويل قضايا تقدمية من أموال دافعي الضرائب؛ ما يضع المعارضة في موقف دفاعي صعب.