“معلومة ذهبية” وراء اغتيال السيد نصر الله
منذ أن تلقى “حزب الله” ضربات قاسية بدأت بتفجير الـpager وما تلاها من أحداث دراماتيكية وبيئته تتوجه اليه بأسئلة يومية: ماذا سيحل بنا؟ هل ستنقض الدولة علينا؟ هل سيوقفنا الجيش والقوى الأمنية على الحواجز؟ هل سيطالنا القضاء ونزج في السجون؟ بعد عنا كلمة؟ ماذا ينتظرنا بعد؟
الأجوبة التي يحصل عليها سائلوها، تؤكد أن الحزب لا يزال قوياً، ولا أحد يستطيع تخطيه، إذ يقول مسؤول رفيع مقرب جداً من “حزب الله” لموقع “لبنان الكبير” إن كل ما حصل حتى الآن وعلى الرغم من الضربات الموجعة لم يغيّر كثيراً من حضور “حزب الله” على الساحة الداخلية، حتى أن البنية العسكرية لا تزال متينة ومشهد تشييع السيد حسن نصر الله سيكون صادماً للبعض الذي راهن على انهيار “حزب الله” وإنهائه.
ويروي المسؤول بإيجاز تعاطي الحزب سياسياً، خلال الشهرين المنصرمين، بروية وحكمة منذ ما قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، عندما أبلغ قائد الجيش جوزاف عون، قبل ثلاثة أسابيع على انتخابه أن حظوظه عالية جداً، وهو يعلم أن الموجة القادمة على لبنان لا يستطيع أحد أن يقف في وجهها، وهكذا حصل إذ أحضر (نجيب) ميقاتي قبل يومين من الجلسة رسالة من الأميركيين، بضرورة المضي قدماً بعون والا الحصار سيشتد وعصا العقوبات جاهزة. لم يكن لـ “حزب الله” مشكلة مع هذا الأمر، لكن كان لا بد من بحث بعض الترتيبات معه، فالعلاقة بينه وبين قائد الجيش على مدى ثماني سنوات كانت جيدة والأخير لم يخطئ معه، حتى أن السيد حسن نصر الله وفي خضم الحرب طلب أن يبقى الحزب على علاقة جيدة مع جوزاف عون.
عندما اتخذ القرار بالقضاء على الحزب كان واحداً من الأهداف قطع صلاته الداخلية ووقف إمساكه بمفاصل الدولة، في موازاة قطع صلاته الخارجية، وكشفه عبر تحجيم ايران، وانهاء سوريا الأسد، والسيطرة على جبهة اليمن. بعض الأهداف تحقق والبعض الآخر لم يتحقق، فقلة من كان تعلم أن الامداد العسكري لـ “حزب الله” منذ سنوات لم يعد يعتمد على سوريا التي كان العدو يشن عليها غارات باستمرار مستهدفاً طرق الامداد، فكان لا بد من البحث عن طرق أخرى. العدو يقول ان الحزب فقد ٧٠ بالمئة من قوته العسكرية والترسانة الصاروخية، لا يعلق الحزب كثيراً على هذا الأمر، ويكتفي بالقول: “سلاحنا بخير وبعد عنا خير الله”، لكن هذا لا يعني أن الحرب ستستأنف، فمن جهته، سلم قرار الحرب والسلم للدولة اللبنانية، ويراقب، وموعد ١٨ شباط هو موعد نهائي لانسحاب العدو ويجب أن نصب كل الجهود لعدم تمديد الاحتلال يوماً واحداً وإلا سنكون أمام مرحلة خطيرة من اللااستقرار، لا سيما أن أهالي الجنوب والقرى الأمامية لن يتراجعوا عن قرار الدخول إلى أرضهم مهما حصل، وعلى الرغم من وصول ضمانات بأن الضاحية لن تقصف مجدداً، فإن طائرات الاستطلاع تقوم بتصوير أهداف جديدة وتراقب حركة “حزب الله”.
ويكشف المسؤول الحزبي أن “عدد شهداء حزب الله ٣٥٠٠ شهيد، وجريمة الـpager أسفرت عن إصابة ٢٥٠ فقدوا البصر كلياً و٥٠٠ فقدوا عيناً واحدة، والحرب التي شنت عليه لو شنت على جيش نظامي أو دولة لكان انهيارها سريعاً جداً”. ويؤكد أن التحقيقات لا تزال جارية حول الأخطاء التي ارتكبت، والمعطيات المتوافرة وصلت إلى نتيجة أن الخرق الفني الكبير هو العامل الأساس، هناك عمالة صحيح لكنها ليست بالمستوى الذي تم تظهيره، إذ اتضح أن كل الأجهزة الالكترونية التي كانت بحوزة “حزب الله” مخترقة، حتى من دون وصلها على شبكات النت، وكان يتم تفعيلها عند الحاجة.
ويوضح أن صفقة الـpager خضعت للتفتيش أكثر من مرة والجيش فحصها أيضاً ولم يكشفها، فهذه العملية كانت أكبر نكسة للحزب، و١٧ أيلول كان يوم غضب كبير في صفوف الحزب وخصوصاً الأمين العام، والمعلومات التي وصلت تؤكد أن اسرائيل لم تكن بوارد شن الحرب الواسعة عندما نفذت عملية الـpager انما تتبع الأهداف المحددة والمتدحرجة، والضربات المركزة على القيادة لفقدان السيطرة والتحكم، تضرب وتقيّم وترصد رد الفعل، إلى أن اتخذت القرار الكبير باستهداف السيد على الرغم من التحذيرات الأميركية والفرنسية من خطورة هذا الأمر، اذ طلبت القنابل الخارقة للتحصينات بحجة أنها تريد ضرب أنفاق “حماس”، ونفذت العملية في الضاحية عبر خديعة خططت لها في الأسبوع نفسه. ويكشف المسؤول أن عملية استهداف السيد نصر الله تمت على مساحة ٥ كيلومترات أنفاق تحت الأرض، والقنابل ضربت مداخل هذه المساحة، واستخدمت قنابل مزودة بمواد سامة، والسبب وراء بلوغ العملية الهدف، وتحقيقه بهذه السرعة هو “المعلومة الذهبية”، وهي اتصال عبر شبكة داخلية أرضية أجراه السيد نصر الله بالجبهة العسكرية طالباً منها الاستعداد لوقف إطلاق النار تزامناً مع القرار الذي سيتخذ في مجلس الأمن في نيويورك.
استشهاد السيد ونجاح العملية بالنسبة الى العدو الذي سجل رصيداً كبيراً في سرعة قياسية، فتح شهيته على الحرب الواسعة والدخول البري. ويختم المسؤول أن الحزب بصدد إعداد قراءة واسعة وتحقيق شامل لهذه الحرب ويستعد لمواجهة على نطاق مختلف في الآتي من الأيام خصوصاً بعدما تبلغ أن العدو سيبقى في ٥ مواقع استرتيجية، بعد ١٨ شباط، وهي: اللبونة، يارون، طارون، العزية، العويضة والحمامص، وتعتبر التلال الأكثر ارتفاعاً والكاشفة مقابل المستعمرات في الشمال لحمايتها بحجة أن الجيش اللبناني غير جاهز للانتشار كما يجب، والقيام بالمهام المطلوبة منه… وهي مواقع استراتيجية كاشفة تم تحصينها وتدشيمها وتجهيزها بأحدث كاميرات المراقبة ووسائل الاستطلاع والتجسس والأجهزة الالكترونية الكاشفة والجمع الحربي والمدفعيات والصواريخ.
و١٨شباط لناظره قريب…
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|