سيدات الحكومة الجديدة... أدوار مأمولة تتجاوز الحقائب
منذ استقلال لبنان عام 1943 حتى يومنا هذا، شهد لبنان تشكيل 78 حكومة، لم تتمثّل المرأة إلا في عشر حكومات منها، بدءاً من حكومة الرئيس عمر كرامي عام 2004، التي ضمّت 30 وزيراً، حيث تمّ توزير سيدتين للمرة الأولى هما ليلى الصلح ووفاء الضيقة. إلا أنّ التمثيل النسائي الذي اعتُبر الأعلى في تاريخ لبنان كان في حكومة الرئيس حسان دياب الذي ضمّت حكومته، التي تشكلت من 20 وزيراً، ست سيدات. كما إنّ حكومة دياب تميّزت بأنها الأولى التي يُسند فيها منصب نائب رئيس الحكومة إلى سيدة هي الوزيرة زينة عكر التي شغلت أيضاً منصب وزيرة الدفاع.
تضمّ الحكومة الجديدة التي أعلن الرئيس نواف سلام عن تشكيلها، السبت الماضي، خمس سيدات هن: لورا الخازن لحود (وزيرة السياحة)، تمارا الزين (وزيرة البيئة)، وحنين السيد (وزيرة الشؤون الاجتماعية)، وريما كرامي (وزيرة التربية)، ونورا بيرقدريان (وزيرة الشباب والرياضة).
وكما في كل حكومة، تثير مسألة توزير النساء جدلاً واسعاً بين من يعتبر أنّ مشاركتهن في الحياة السياسية، بغض النظر عن النسب والأعداد، أمر أساسي وضروري وله الأثر المهم في الحياة السياسية اللبنانية، ما دام أنّ التوزير يتم على أساس كفاءاتهن وخبرتهن وسيرتهن العلمية، وبين من يرى أنّ تمثيل المرأة عبر الحكومات المتعاقبة، رغم أهميته، لا يزال دون المستوى المطلوب.
كيوان: لإعطائهن فرصة
وفي هذا السياق، ترى المديرة العامة لـ«منظمة المرأة العربية»، فاديا كيوان، أنّ تشكيل الحكومة جرى بشكل «غير تقليدي» هذه المرة، داعية إلى إعطاء الوزيرات الجديدات «فرصة للعمل وخوض التجربة في هذه الظروف الصعبة». وتضيف كيوان: «أنا سعيدة جداً بهنّ لأنّ كلاً منهن تشكل قيمة مضافة في مجالها واختصاصها»، موضحة أنّ السيدات «لسن مجرد عدد في هذه الحكومة، بل استند توزيرهنّ إلى اختصاصاتهن وخبرتهن، وهذا لا يعني أن لا ننوّه بوجود مجموعة من الوزراء الرجال الذين تمثلوا للمرة الأولى أيضاً وهم من أصحاب الخبرة والاختصاص في مجالهم، خصوصاً أنّ رئيس الحكومة أخذ على عاتقه تشكيل هذه الحكومة من اختصاصيين».
وفي ما يتعلق بأدوار أخرى مأمولة من الوزيرات قد تتجاوز حدود حقائبهن الوزارية، تجيب كيوان بأنّ هذا الدور مهم، حيث تأمل الحركة النسوية إيصال أكبر عدد من السيدات إلى مواقع القرار، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هو الهدف. وتسأل: «لماذا يُطلب دائماً من المرأة، مهما كان مجالها واختصاصها، أن تحمل الأجندة النسوية»؟
الضيقة: نسبة التمثيل لا تزال متدنية
وفي المقابل، ترى الوزيرة السابقة، وفاء الضيقة، أنّ بداية تمثيل النساء في الحكومة عام 2004 «كرّست وجود المرأة في العمل الوزاري وشكلت مدماكاً قوياً لتمثيل النساء في الحكومة»، لكنها تشير، في الوقت نفسه، إلى أنّ نسبة النساء في الحكومات اللاحقة «بقيت متدنية ولم تصل إلى المستوى المطلوب».
وتأمل الضيقة أن تشكل الوزيرات الجديدات «كتلة حرجة» في الحكومة ومحركاً داخلياً لإحداث تغيير في كيفية النظر إلى أجندة المرأة وأن يعملن على تعديل قوانين مجحفة بحقّها، لا سيما قانون الأحوال الشخصية. لكنها تشير، في المقابل، إلى أنّ كون الوزيرة في الحكومة، تمثل في الغالب جهة سياسية معينة، يجعلها مقيدة في قراراتها.
وتستغرب الضيقة أيضاً أنّ لجنة صياغة البيان الوزاري، التي تشكلت من خمسة وزراء إلى جانب رئيس الحكومة، لا تضمّ أياً من الوزيرات، في وقت نأمل فيه «أن يتبنى البيان الوزراي قضايا المرأة وتطوير القوانين المتعلقة بحقوقها».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|