القواعد الروسية "باقية".. ماذا دار في الاتصال الأول بين بوتين والشرع؟

قالت مصادر سورية في موسكو، الخميس، إن الاتصال الذي جرى أمس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري أحمد الشرع كان "جيدا ومفيدا"، ويؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، من وجهة النظر الروسية.

وأعلنت الرئاسة السورية، مساء الأربعاء، أن الرئيس أحمد الشرع تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هنأ خلاله بوتين الشرع بتولي رئاسة الجمهورية في سوريا خلال المرحلة الانتقالية.

وأكد الرئيس الشرع، خلال الاتصال الهاتفي على العلاقة الاستراتيجية الوطيدة بين البلدين، وانفتاح سوريا على كل الأطراف بما يخدم مصالح الشعب السوري ويعزز الأمن والاستقرار في سوريا.

وقالت المصادر السورية وثيقة الصلة بالخارجية الروسية إنه تم الاتفاق على الاتصال بين بوتين والشرع خلال زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، إلى دمشق، قبل أسبوعين، حيث طلب الرئيس السوري التواصل مع الرئيس بوتين، وفقا للمصادر. وكان رد بوغدانوف بأنه سيوصل للرئيس بوتين الطلب، وعلى ضوء برنامجه قد يجري الاتصال، وهو ما حصل، حيث جرى الاتصال بعد أسبوعين من لقاء الشرع مع بوغدانوف.

وحول فحوى الاتصال، ذكرت المصادر أن الرئيس بوتين قال للشرع إن أمن وبقاء القواعد العسكرية الروسية واجب على أي قيادة سورية وفقا للاتفاقيات الدولية، وأنه لامجال لإعادة النظر في هذه الاتفاقيات. موضحا له أن "هذا قد يعرض أمن سوريا للخطر من قبل العديد من الفصائل"، وهو ما اعتبرته المصادر نوعا من "التهديد المبطن".

كما أكد الرئيس الروسي على دعم روسيا لعملية سياسية شاملة تمثل الجميع في سوريا. وطالب بوتين الشرع، بالحفاظ على أمن و سلامة المبعوثين والخبراء والدبلوماسين الروس الموجودين في سوريا.

أما فيما يخص الطلب السوري بتسليم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد لدمشق، فتقول المصادر إن بوتين رفض الطلب بشكل صريح، وقال للشرع "لقد منحناه حق اللجوء، ومن يلجأ في روسيا بموافقة رسمية، لا يمكن أن نسلمه" وفقا للمصادر.

بوتين أبدى استعداده، وفقا للمصادر، بالمساعدة في إعادة إعمار سوريا، والضغط من أجل رفع العقوبات عن الشعب السوري، يدا بيد مع الدول الإقليمية والعربية.

ويتزامن اتصال بوتين بالشرع مع نشاط دبلوماسي روسي باتجاه سوريا، وتصريحات إيجابية تجاه الإدارة السورية الجديدة، كان آخرها حديث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بأن الجانب الروسي "يؤيد رفع جميع العقوبات الأحادية الجانب السارية ضد سوريا في أقرب وقت ممكن"، مضيفا أنها "فقدت كل معناها بعد تغير السلطة في البلاد، حتى وفقا للمنطق المنحرف الذي ابتدعه أصحابه".