هلسنكي الخليج... وفقدان القدرة على القول "لا" لترامب بشأن غزة...
قد ترغب السعودية بأن تُصبح هلسنكي جديدة، أي أن تستضيف قمم رؤساء الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، التي تناقش تقاسمهما العالم وثرواته والنفوذ في أقاليمه... بين مدّة زمنية وأخرى، منذ عقود. ولكن لذلك كلفته الباهظة أيضاً.
فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه قد يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية قريباً، بموازاة تأكيده أنه لم يتمّ اتخاذ قرار رسمي بشأن هذا اللقاء، الذي قد يُعقَد إذا حصل على هامش حضور ترامب اجتماعاً يستضيفه صندوق الثروة السيادي السعودي الأسبوع القادم. ولكن سواء حصل الاجتماع أم لا، بما يمنح السعودية مكانة شبيهة بسويسرا مثلاً، أو النمسا، أو فنلندا (سابقاً، أي قبل انضمامها الى حلف شمال الأطلسي) في أوروبا، فإن الانخراط السعودي الكبير بين ترامب وبوتين، وعلى خط السلام في أوكرانيا، سيكون مُكلِفاً للرياض على مستوى تسوية بكين، والتنسيق الصيني - الإيراني - السعودي المرتبط بها، كما على صعيد ملف مستقبل قطاع غزة، وما يرتبط به من تحدّيات تتعلّق بأفكار ترامب بشأنه.
فالى أي مدى يمكن للسعودية أن تقول "لا" لترامب في الملف الفلسطيني، إذا كانت توسّع نفوذها الدولي لا الإقليمي فقط، من البوابة الأوكرانية، وانطلاقاً من واشنطن وموسكو معاً؟
أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "ترامب ليس صديقاً لأحد، بل هو رجل تاجر، وفي التجارة لا توجد صداقات، بل مصالح مشتركة أو تضارب في المصلحة. فهذا هو كلامه أصلاً، المُدعَّم بما يفعله مع كندا وأوروبا تحديداً، وذلك رغم التاريخ الكبير للعلاقات الأميركية - الكندية، والأميركية - الأوروبية".
وأشار إلى أن "السعودية هي مشروع اقتصادي بالنسبة الى ترامب. ولكن لا توجد أي طريقة ممكنة لتقبل ما طرحه خلال الأيام الماضية عن إخراج الفلسطينيين من غزة، وإرسالهم الى الأردن ومصر، خصوصاً بعد الكلام الذي قاله (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو عن إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية".
وختم:"المصالح متضاربة جداً. فمشروع إسرائيل لا يزال مستنداً الى الصراع مع محيطها، وليس الى تفاهمات، لا بالاقتصاد ولا بالأمن ولا بالسياسة. وإذا بقيَ ترامب مُصرًّا على توجّهه بالنّسبة الى غزة والأراضي الفلسطينية، فمن المرجّح أنه لن يجد شركاء له في المنطقة إلا بالترغيب والترهيب، أي على طريقة تهديده مصر والأردن بوقف المساعدات عنهما إذا رفضتا تهجير الفلسطينيين".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|