سوريون عادوا إلى منازلهم المدمّرة في حمص... وهذا ما كشفوه
ذكرت "العربية"، أنّه بعد نزوح طويل يعود سكان مدينة حمص في وسط سوريا إلى ديارهم وأحيائهم التي شهدت أقسى ظروف الحصار والحرب والدمار.
فمن قلب حيّ الخالدية، تقول دعاء تركي من بيتها الذي يطل على شارع اختفت معالمه وحدوده "البيت محترق، لا نوافذ فيه، لا كهرباء، أزلنا الركام وفرشنا بساطا وجلسنا".
كما تضيف من منزلها الذي يحتوي على جدران ذات ثقوب كبيرة يمكن عبرها رؤية بقايا مبانٍ كانت ذات يوم تضج بسكانها "رغم كل هذا الدمار نحن سعداء بالعودة.. هذا حيّنا وهذه أرضنا".
وتقول تركي التي عادت مع زوجها وأطفالها الأربعة قبل شهر إلى بيتهم حيث لا تصله الكهرباء "بقينا محاصرين في حمص سنوات. لا أكل ولا شرب.. قصف جوي وبراميل، ثم أخرجتنا الأمم المتحدة إلى المخيمات في الشمال" في مناطق بقيت تحت سيطرة فصائل المعارضة، وفق ما نقلته "فرانس برس".
وعلى بعد مئات الأمتار، تقول أم حمزة الرفاعي: "ليس في الحي متاجر، نذهب إلى الأحياء المجاورة لشراء أغراضنا"، مضيفة "نلتقي بجيراننا العائدين، نتذكّر بعضنا.. أبناؤهم كبروا".
أما عند مدخل المدينة، فالتقى فريق وكالة "فرانس برس" قافلة تضمّ 48 عائلة نظمّها ناشطون تجمّعوا تحت اسم "تنسيقية أبناء حمص" وتكفلوا بنفقات النقل.
ويسود التأثر وغالبا الدموع لدى نزول الواصلين من الحافلات. بينهم عدنان أبو العز الذي فقد ابنه في قصف مدفعي أثناء الحصار.
ويستذكر بغصّة كيف منعه عناصر نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري آنذاك من نقل ابنه المصاب خارج الحيّ، فمات. "رفضوا أن أمرّ، كانوا يسخرون مني".
ويضيف "عرفت أن بيتي شبه مدمر، لكنني عائد إلى تراب حمص الغالي".
فيما يتحدث رجل آخر قدّم نفسه باسم أبو المعتصم لمن حوله أنه اعتُقل في فرع المخابرات الجوية السيئ السمعة في المدينة، بتهمة المشاركة في تظاهرة. ويضيف "حين اقتربت سيارة الأمن إلى جوار الفرع، سألت الله أن تنزل قذيفة علينا وأموت قبل أن أصل إلى أقبيته" بسبب التعذيب الذي كان يتعرض له المعتقلون في سوريا.
ويشير إلى أن والده "دفع مبلغا كبيرا من المال لضابط يعرفه، فخرجتُ بعد أيام".
أما في شوارع بابا عمرو المقفرة إلا من بعض السكان العائدين وقطط هائمة بين الأنقاض، رافق عبد القادر العنجاري فريق الوكالة الفرنسية وصولا إلى المبنى الذي ضمّ "المكتب الإعلامي لبابا عمرو"، ويقيم فيه حاليا أصحابه.
ويقول مهندس الإلكترونيات الذي نشط عام 2011 ضمن مجموعات إعلامية زودت وسائل الإعلام الأجنبية بالأخبار، "هنا قتلت ماري كولفن باستهداف من النظام الذي لم يكن يريد توثيق ما يجري". ويصفها بـ"الصديقة" التي تحدّت "تعتيم النظام على الإعلاميين والموثّقين الأحرار".
وقتلت كولفن والمصوّر الفرنسي ريمي أوشليك بقصف على الحي المحاصر آنذاك.
وأمرت محكمة أميركية في العام 2019 دمشق بدفع أكثر من 300 مليون دولار لعائلة كولفن، بعد إدانتها بارتكاب هجوم "غير مقبول" ضد وسائل الإعلام.
بعد خروجه من حمص، شارك العجوري في معارك كثيرة، آخرها الهجوم الذي أطاح بالأسد في ديسمبر الماضي، وتمكّن خلاله من العودة إلى حمص بعد 12 عاما، قائلاً "تعجز الكلمات عن وصف ما شعرت به حين وصلت إلى أبواب حمص".
إلا أنه يستعدّ اليوم للعودة إلى حياته "المدنية". ويقول "نحن فعلنا ما أمكن فعله، والمرحلة لا تتطلب مقاتلين، بل من يبنون الدولة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|