نجل نصرالله بمواجهة "أم.تي.في": صراع الحشود في يوم التشييع
خطابان متقابلان، يتواجهان في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، على خلفية تشييع أمين عام "حزب الله" الراحل حسن نصر الله. يدفع الأول باتجاه تحشيد الجموع للحضور، بينما يدفع الثاني باتجاه ثني الناس عن المشاركة، ويتولى "الحزب" وإعلامه ومؤثروه المهمة الأولى، فيما يتولى خصوم الحزب الثانية.. ويستخدم الطرفان ما يمتلكان من الأدوات.
والصراع على الحشود، لا يرتبط بالمناسبة، بعد خمسة أشهر على اغتيال نصر الله، وثلاثة أشهر على انتهاء التصعيد العسكري بموقف اتفاق وقف إطلاق النار. ينظر اليه الحزب على أنه "استفتاء على شعبيته"، حسبما يقول المقربون منه في تصريحات إعلامية ومنشورات الكترونية، فيما ينظر خصومه الى ضعف الإقبال بوصفه دليلاً على تراجع شعبية الحزب، بعد حرب شعبوية دفعت نحو مليون شخص من أبناء بيئته الى النزوح، وأدت الى تدمير 51 ألف وحدة سكنية بالكامل، وتضرر نحو 250 ألف وحدة سكنية أخرى.
بهذه الوقائع، يكون عدد المشاركين بمثابة انتخابات مبكرة تستفتي أبناء الطائفة الشيعية وحلفائها السياسيين على خيار الحزب، وتتشابه جهود التحشيد مع الحملات الانتخابية قبيل موعد الاقتراع، حيث يستعمل كل طرف ما تيسّر له من خطاب واقعي، أو عاطفي، أو تخويفي، لحشد المقترعين، أو لثنيهم عن المضيّ بالخيار.
وبرزت أدوات كثيرة لدى الطرفين. استخدم "حزب الله" اللغة العاطفية والسياسية، وكان نجله محمد مهدي، من أبرز المشاركين في حملة التحشيد، وكان واضحاً بالقول إن كل من سينزل، سيكون من أهل الوفاء، ومن يستطيع المشاركة وتخلّف عنها، فأعاد تذكيره بأن "السيد وقف أمام العواصف العاتية لعشرات السنوات، ووقف تحت أمطار من أطنان من المتفجرات، لأجلك".. وتابع: "الأحد ليس مشاركة في التشييع فقط، بل إعطاء موقف بتجديد العهد، والقول لبيك يا نصرالله".
في المقابل، تصدرت قناة "أم.تي.في" وسائل الإعلام التي تدفع الناس لمقاطعة التشييع والتخفيف من المشاركة. أبرز ما عنونته القناة كخبر أخيراً: "هل تفعلها إسرائيل يوم تشييع نصرالله؟" في دلالة إلى إمكانية أن تقوم إسرائيل بإستهداف التشييع الذي من المتوقع أن يكون حاشداً.
ومن حربها النفسية على حزب الله وجمهوره، عنونت القناة عن "دعاية التشييع.. والحجوزات تُكذب الحزب". إذ نقلت القناة عن مصدر في المطار أن الحجوزات في المطار لم "تفوّل"، على عكس ما يشيع الحزب، وإلى أن "الماء بتكذب الغطاس، وأرقام الحجوزات أظهرت عكس ما روّج له الحزب الذي ما زال يروج لبروباغندا أنا القوي".. وصولاً إلى عنوان "تشييع نصرالله وبقاء إسرائيل: ماذا ينتظرنا؟" وتنقل بعض العناوين عن صحيفة "نداء الوطن" التي يملكها أيضاً رئيس مجلس إدارة قناة "أم تي في" ميشال المر.
وشارك إعلاميون في القناة، بالحملة المضادة لحملة الحزب، تصدرها رامي نعيم الذي عبّر عن سعادته بالعاصفة التي ستتضرب لبنان بالتزامن مع تشييع السيد نصرالله، مستهزءاّ: "الطقس يتفق مع إسرائيل لضرب تشييع حسن نصرالله، الأحد الثلوج تلامس البحر ودرجة الحرارة تصل إلى 4 بالإضافة إلى رياح جليدية قارسة وأمطار غزيرة". متسائلاً: "كيف سيكون المشهد ومن سيصل إلى مدينة كميل شمعون الرياضية؟". ليأتي الجواب من جمهور الحزب بمنشورات تقول "حبواً على الثلج سيحضرون".
وفي مقابل الضخ الإعلامي المعارض، تنشط مواقع التواصل الإجتماعي والصفحات التابعة لحزب الله، مثل صفحة "إفتراضية"، و"طريق 82"، وتم إطلاق هاشتاغ #إنّا_على_العهد، مع فيديوهات ترويجية، ليوم التشييع. تتخصص كل صفحة بمنشورات مستقلة، منها ما ينشر عن التحضيرات والحشود، ومنها ما يعيد التذكير بخطابات نصرالله، أبرزها صفحة "أنا على العهد" التي تعيد نشر تصريحات له، يتحدث فيها عن الوحدة الوطنية والوحدة الاسلامية، وذلك في محاولة تكريس بُعد وطني للحدث، خارج الانقسامات الطائفية والسياسية.
كما ذكّرت الصفحات التابعة للحزب، بضرورة التقيّد بتعليمات السيد نصرالله المتعلقة بالامتناع عن إطلاق النار في التشييعات، واستعادة خطاباته عن هذا الموضوع.
.
|
وفي الأيام الماضية، غزت مواقع التواصل الإجتماعي معلومات مضللة، إستخدمتها وسائل إعلامية، والجمهور المعارض للحزب، بنشر بطاقات زائفة يتم توزيعها لتشييع نصرالله، إضافة إلى غلاء أسعار تذاكر الطيران، ووقف الطيران الآتي من طهران. وغيرها من الأخبار، التي دفعت الصفحات والمواقع المتخصصة في تدقيق المعلومات إلى نفيها.
|
صفاء عيّاد - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|