مواصفات"الحزب" ليست مستغربة ...
ليس مستغربا الكلام الذي أدلى به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير لجهة رئاسة الجمهورية ولجهة انتفاضة ١٧ تشرين.
المستغرب كان لو أن السيد نصرالله قال إنه لا يريد رئيسا بمواصفات حزب الله، ولكن كلامه عن التجارب الناجحة مع الرئيسين السابقين أميل لحود وميشال عون ما هو إلا تأكيد على كل المواقف والخطوات السابقة لحزب الله التي تؤكد وتؤشر إلى أن السلطة التي يريدها الحزب في لبنان هي سلطة موالية له تنفذ أجندته او على الأقل لا تعترضها ولا تتدخل في شؤونه العسكرية والأمنية والاجتماعية والمعيشية والأهم ألا تقارب موضوع الاستراتيجية الدفاعية لأن هذه الاستراتيجية وضعها الحزب أساسها حرية عمله العسكري والسياسي داخل وخارج لبنان.
طبعا كان مستغربا لو أشاد السيد نصرالله بانتفاضة ١٧ تشرين، فهذه الانتفاضة من الطبيعي أن يكرهها الحزب وحلفاؤه فهي حرمت هذه المنظومة من ١٣ مقعدا نيابيا كان يمكن لأكثريتها أن تذهب إلى حلفاء الحزب وأن تكون رافعة له في البرلمان فتسهل عليه عملية استعادة السيطرة على المنصب الأول في البلاد لا أن تضعه في موقف حرج رئاسيا هو وحلفاؤه، والأصعب والأخطر للحزب ليس وصول هؤلاء النواب فقط إلى البرلمان، بل هو الرأي العام الذي أوصلهم وهو رأي عام يريد التخلص من هذه المنظومة وهذه الطبقة السياسية وكان حزب الله وسلاحه عنوانا أساسيا في استمالة الناخبين لصالح انتخاب هؤلاء النواب التغييريبن وغيرهم من نواب كتلة سياسية معارضة للحزب.
كان مستغربا أيضا لو لم يتحدث السيد نصرالله عن تدخل السفارات ودفع أموال، فعند كل نكسة سياسية أو استشعار لأي خطر سياسي داخلي يلجأ حزب الله إلى اتهام أخصامه السياسيين بالخيانة وتلقي الدعم والمال من السفارات وهو يقول كل ذلك كي لا يعترف بمسؤوليته ومسؤولية حلفائه عما وصلت إليه البلاد وأن ما يجري في وجهه هي ردة فعل طبيعية على ما جرى للبلاد والعباد.
يريد حزب الله وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله رئيسا بمواصفاته هو، وكان مستغربا لو قال إننا نريد رئيسا لكل اللبنانيين يعيد لبنان إلى الاستقرار والازدهار وإلى خريطة العالم، ولكن ذلك لن يحصل لأن الحزب لا يقرأ أحدا في البلاد لا حلفاء ولا أخصام وهو لا يريد للبلد أن يستعيد عافيته لأن في ذلك ستسقط شماعة القول "المؤامرة مستمرة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|