محاولة جديدة لتهريب أموال لـ “الحزب”.. تفاصيل ما حصل في المطار!
عندما يخرج نواف سلام من عباءة "رجل الدولة"
طغى الدعم الدولي لرئيس الحكومة نواف سلام على التفاصيل اليومية المواكبة لمسيرة الرجل الآتي من خلفية يسارية تمتلك الكثير من الموروثات الانتقامية من الآخر وترفض التعامل معه على أنه الخصم لا العدو، بل يُصر الرجل على نزع دبلوماسيته في كثير من الأحيان والرد بصورة لا تتوافق مع تلك التي سعى البعض الى إظهارها عنه وانتقل فجأة من الخط الثوري اليساري الى خطوط الامداد العابرة للمحاور. في التاريخ الحديث للرجل وتحديدا في الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، شكى أكثر من نائب وكتلة من الأداء الذي انتهجه نواف سلام في الحديث عن مسار التأليف، ما أثار امتعاض النواب الذين خرج قسم كبير منهم مستغربا شخصيته التناقضية وكيفية إدارة الحوار مع الطرف الآخر فظهر مفتقدا لأدنى الضوابط المجتمعية في حديث المجالس الخاصة، وأظهر فوقية بورجوازية خاصة مع بعض النواب الذين استغربوا الأسلوب المعتمد من قبل رئيس الحكومة في معرض نقاشه عن الحقائب وتوزيعها، بطريقة ظن بها النواب أنهم دخلاء على العمل السياسي وعليهم التسليم والطاعة لسلام. ولعبت التدخلات السياسية من مرجعيات دورا ضاغطا على سلام للعودة عن الكثير من الشروط التي تمسك بها في المرحلة الأولى للتشكيل، وهو ما قرأه البعض على أنه توصية خارجية عبر رسائل دبلوماسية دعته الى اعتماد الليونة في الحديث مع نواب محسوبين على لاعبين أساسيين وإبداء المرونة معهم والعمل على اقناعهم بوجهة نظره لا فرضها عليهم وهو ما دفعه الى اعتماد الخيار الأول لتفكيك مطبات التأليف. الامر نفسه حصل مع تكتل لبنان القوي في جلسة الثقة النيابية، حيث تحول رئيس السلطة الثالثة في البلاد الى رجل مهووس بالانتقام حتى ولو أتى ذلك على حساب الثقة التي أعطاه إياها نواب الامة ليكون وفيا للمبادئ الأساسية لدولة المؤسسات. وفيما كان سلام جالسا على كرسي خصص داخل قاعة مجلس النواب لرئيس الحكومة التي تستمع الى آراء النواب في البيان الوزاري ومداخلاتهم لتصويب بعض النقاط في أدائها وعملها بطريقة ديمقراطية ودستورية، خرج سلام من عباءة رجل الدولة وحامي المؤسسات الى دكتاتور متسلط يرفض الرأي الآخر ويريد قمعه في زمن سقطت فيه الدكتاتوريات وتهاوت الأنظمة الشمولية. سلام الذي نسي أنه في حضرة نواب الامة وداخل قاعة اكتسبت سلطتها من الشعب، رد بطريقة استعراضية شعبوية على رئيس التيار الوطني الحر جبران الذي صارحه بنزع الثقة عن حكومته بعد أن حظي بها لانتخابه رئيسا للحكومة فحاول سلام ضبط انفعاله الا انه لم ينجح فأوصل رسالته بإشارة يده إيصال قائلا: لا أريدها "ثقتك"... موقف وضع سلام في دائرة الانتقاد بعد أن سيطر انفعاله على هدوئه وأسقط معه حنكة رجالات الدولة ليُعطي باسيل تمريرة لتعرية تصرفه الذي كان مخالفا تماما لوضعية الرجل في القاعة العامة، وهو ما حصل في مواقف عدة أطلقها الرجل حين كان سفيرا في نيويورك أو في كتابه "لبنان بين الامس والغد"، حيث كان الرجل أكثر انتقادا للطبقة السياسية ما بعد الطائف وبعبارات تعكس تسرع رئيس الحكومة اللبنانية وانفعالاته غير الدبلوماسية فكان يستحضر مفردات خارج القاموس الدبلوماسي وحتى الأدبي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|