ما كان يمكن حلّه بإصلاحات قبل سنوات لم يَعُد مُجدياً اليوم ولبنان أمام خريطة جديدة؟

بين تطبيق الإصلاحات، ومكافحة الفساد، والبحث بمستقبل السلاح والقرار السياسي والعسكري والأمني، والاقتصادي، وبأكثر من ألف ملف يحتاج الى تصويب في الداخل اللبناني، منطقة تغلي بين سوريا المتأرجحة درزياً، وتركيا التي تُعاد خلط أوراقها كردياً بما سينعكس على سوريا والعراق وإيران، ومستقبل التوترات الطائفية والمذهبية والقومية...

متغيرات كبرى

وهو غليان تحضيري لمنطقة جديدة، بخرائط جديدة، لبلدان ستفقد أراضٍ أو مكوّنات ديموغرافية معيّنة، ضمن تغيير يبدو أنه آتٍ الى الشرق الأوسط عموماً. فالمنطقة على أبواب متغيّرات كبرى، وما كان يمكن حلّه بإصلاحات، ومكافحة فساد، وإعادة هيكلة... قبل سنوات قليلة، لم يَعُد مُجدياً اليوم، ولن يكون كذلك في المستقبل أيضاً.

فماذا عن الواقعية، وعن مستقبل لبنان ضمن منطقة ستتمتّع بواقع جغرافي جديد، ولو بعد عام أو أعوام قليلة قادمة؟ والى أي مدى يتوجّب التوقف عن إضاعة وقت الشعب اللبناني بأفكار تجاوز عمرها الـ 100 عام، وقد لا تكون مقبولة سوى لمدى زمني قليل فقط؟

تفكّك سوريا

نذكر هنا الكلام الكبير والخطير الذي صدر عن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الذي تحدث عن احتمال اندلاع حرب أهلية في سوريا بأي لحظة، وعن أدلة تشير إلى وجود مقدمات لتفكّك الدولة السورية.

فهذا الكلام ليس "قطعة طريق"، وهو نابع من وقائع بعضها بدأ يظهر، فيما بعضها الآخر لا، وهي تُفيد بأن المنطقة تتحضّر لخرائط جديدة، وحدود جديدة، سيتجاوز مداها الجغرافيا السورية من حيث المنطق، والأمر الواقع.

لبنان؟

رأى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي فرزلي أن "الإسرائيليين لن يفوّتوا فرصة صياغة تركيبة في سوريا، تحمل بذور تدمير نفسها بنفسها".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "القيادات المذهبية والطائفية والكانتونات أو الدويلات، أو أي شكل من أشكال الشرذمة السورية، ستؤسّس لإمكانية تدمير سوريا نفسها بنفسها. وهذا ما تعتبر إسرائيل أنه يسمح لها بمنع قيام أي شكل من أشكال التهديد الاستراتيجي بعيد المدى، على حدودها الشمالية".

وختم:"الولايات المتحدة الأميركية ليست بعيدة من قدرة إسرائيل على التأثير بصناعة هذا النوع من الاستراتيجيات. وأما بالنّسبة الى لبنان، فالاحتمالات القادمة بشأنه تنطلق ممّا نراه يحصل فيه الآن، ومن مقومات التناقض الداخلي الموجودة فيه، ومن انخفاض منسوب المناعة الوطنية بداخله كثيراً".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"