فضيحة مدوية في سفارة ايران يكشفها اشرف ريفي.. أسلحة ومعدات داخل الطائرات وشو خصو الشرع بشهداء الجيش؟
"يورو" من "غيمة"... هل فُتِحَت أبواب ونوافذ الإتحاد الأوروبي لتركيا؟...
قد لا تكون مبالغة أبداً إذا قُلنا إن الفوضى العالمية القصوى التي يُحدثها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ عودته الى "البيت الأبيض"، تتجلى بأوضح صورة لها في أوروبا، التي باتت ترزح تحت ضغط مالي شديد.
تركيا في أوروبا؟
فقد باتت أوروبا بحاجة الى "يورو من غيمة"، بكل ما للكلمة من معنى، حتى تتمكن من تغطية تكاليف المظلّة النووية، والدفاع الأوروبي المشترك، وخسائر أي حرب تجارية مُحتملة مع الولايات المتحدة الأميركية. فهل يعبّد هذا الواقع طريق تركيا لدخول الإتحاد الأوروبي؟
فخلال العقود الماضية، كان "الفيتو" الأوروبي، والفرنسي تحديداً على دخول أنقرة الإتحاد الأوروبي جوهرياً، لأسباب دينية وثقافية وإيديولوجية وديموغرافية... كثيرة. ولكن هل تنتهي الأزمنة القديمة مع انفلاش عصر الحاجة الى المال، والى اقتصاد إضافي من هنا والى آخر من هناك، والى مزيد من القوى البشرية المدنية والعسكرية، في أوروبا؟
بوتين - ترامب
أوضح الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاقتصاد البروفسور جاسم عجاقة أن "الأوروبيين لديهم ذاكرة مجروحة تاريخياً مع روسيا. وقد تعزّزت مخاوفهم بشدة بسبب خوض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العديد من الحروب، منها الهجوم على جورجيا في عام 2008، واحتلاله شبه جزيرة القرم، في عام 2014".
وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ترامب لا يتحدث فقط عن وجوب أن تزيد الدول الأوروبية مساهماتها المالية في ميزانية حلف "الناتو"، بل يطالب رؤساء أوروبا بشراء السلاح الأميركي أيضاً، إذا أرادوا استمرار واشنطن في الحلف".
صناعات عسكرية
وذكّر عجاقة "بمحاولات أوروبية سابقة لإقامة دفاع مشترك منذ ما قبل خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في عام 2020، ولكن من دون أي نتائج فعالة في ذلك الوقت. وقد تمحورت النقاشات بين فرنسا وبريطانيا آنذاك على إنشاء قوة أوروبية نواتها الدفاع البريطاني - الفرنسي، بحكم أن بريطانيا وفرنسا تمتلكان السلاح النووي، فيما تمتلك فرنسا حاملة طائرات نووية".
وأشار الى أنه "بعدما تأكدت بريطانيا مؤخراً من أن لا معاملة خاصة لها من جانب ترامب، الذي يقول إنه سيشملها بسياسة فرض الرسوم الجمركية، باتت أرضيّتها محضّرة أكثر لأي مشروع عن دفاع أوروبي مشترك. هذا فضلاً عن أن فرنسا متحمّسة لهكذا مشروع منذ زمن بعيد، لكونه يوفّر لها صورة عسكرية قوية ضمن أوروبا، تعوّض لها صورة الدولة الأوروبية التي تعاني من مشاكل اقتصادية، بدَيْنها العام الكبير جداً، وبعجز الموازنة الكبير لديها. ففرنسا لديها خبرات بالصناعات العسكرية التي تتعلّق بسلاح الجوّ، وبالسّفن، الى جانب إمكانية تصنيعها حاملة طائرات أخرى مثلاً".
تكامل أوروبي؟
ولفت عجاقة الى أنه "بعد حرب أوكرانيا، زادت ألمانيا إنتاج الأسلحة لديها بشكل كبير جداً، بهدف مساعدة كييف. وهي باتت تفكر باستراتيجيا دفاعية أوروبية أيضاً، بمبالغ هائلة، استعداداً للأسوأ. هذا فضلاً عن أن البرلمان الألماني لم يَكُن يسمح لجيشه بالتدخّل في أي مكان خارج الحدود الألمانية، وهو ما عادت برلين ورفعت الحظر عنه بعد حرب أوكرانيا. الموضوع بات جدياً الى أقصى حدّ، خصوصاً أن الأوروبيين قد يشترون أسلحة أميركية، ولكنهم لا يرغبون الالتزام بشرط ترامب المرتبط بشراء السلاح الأميركي، بالنّسبة التي يريدها هو (ترامب)، وذلك لأن هدفهم هو تنمية صناعاتهم الدفاعية الذاتية أيضاً، واقتصاداتهم. ولا جدل حول السّمعة الصناعية التاريخية الممتازة لبلد مثل ألمانيا".
وأضاف:"التكامل الأوروبي على مستوى التصنيع والتقنية يتكوّن. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت، أي سنة ربما أو أكثر، وذلك قبل أن تبدأ المصانع الأوروبية بإنتاج كميات الأسلحة المطلوبة".
بولندا...
وأكد عجاقة أن "هناك دولاً أوروبية أخرى ستدخل في مشروع الدفاع الأوروبي المشترك أيضاً، وعلى رأسها بولندا. فشعب الأخيرة يكره روسيا بسبب ما ارتكبه الروس من فظائع فيها خلال حقبات تاريخية سابقة. ولذلك، ستكون بولندا خزاناً بشرياً وعسكرياً كبيراً لأي جيش أوروبي مشترك. كما أن هناك دولاً مثل رومانيا، وبلغاريا، وليتوانيا، وإستونيا، وغيرها من البلدان الأوروبية التي تكره روسيا، بسبب أفعال الاستخبارات السوفياتية والحزب الشيوعي السوفياتي فيها، خلال حقبة الحرب الباردة. ولكنها دول صغيرة وذات قدرات محدودة. بالإضافة الى دول بعيدة من الخطر الروسي مثل إسبانيا والبرتغال، التي تكتفي ببعض التصريحات البسيطة، الى جانب أنها لا تتمتّع بالقوة المالية الكافية للمساهمة دفاعياً على مستوى أوروبي كبير".
تركيا؟
وذكّر عجاقة بأنه "مقابل كل هذا الواقع، تبرز الأحزاب اليمينية في دول أوروبية عدة، وهي أحزاب يعتبرها البعض متطرّفة. فهذه لا تنظر الى فكرة الإتحاد الاوروبي كما هو عليه الآن. وإذا سيطرت على الحكم في كل دول أوروبا الوازنة، لا نعلم ماذا ستكون توجهاتها تجاه فكرة الدفاع الأوروبي المشترك بشكل تام".
وقال:"نصل الى تركيا التي رُفِضَت عضويتها في الإتحاد الأوروبي سابقاً لأسباب كثيرة. فهي دولة عضو في حلف "الناتو". وصحيح أن دورها قليل، إلا أنها قاعدة عسكرية أساسية للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط. فهل تتحالف أوروبا مع أنقرة، وتمنحها العضوية في الإتحاد الأوروبي مقابل مساندة التحالف الدفاعي الأوروبي المشترك؟ وهل ستقبل تركيا بذلك، أم ستفضّل البقاء تحت المظلّة الأميركية بالكامل؟".
وتابع:"الوضع التركي مُعقَّد جداً، نظراً لارتباط تركيا وشعبها بالغاز الروسي بنسبة كبيرة أيضاً. فهذه أداة ضغط روسيّة كبيرة على الأتراك، الى جانب أن عضوية تركيا في الإتحاد الأوروبي قد تكون محدودة بالشعور القومي الكبير الذي يتفشى في أوروبا، والذي قد لا يسمح بهجرة بشرية تركية مفتوحة الى الدول الأوروبية، بضغط من الرأي العام الأوروبي، نظراً للهواجس الديموغرافية التي تتحكم بذلك".
وختم:"قد يكون عنوان المرحلة القادمة، مرحلة تسلُّح أوروبا. وهنا نذكّر أيضاً بما ورد في "فايننشال تايمز" حول أن جاسوساً سابقاً مقرباً من بوتين يسعى لإعادة تشغيل خط أنابيب غاز "نورد ستريم 2" بين روسيا وأوروبا، في خطوة تعكس مدى التقارب الحاصل بين الرئيس الروسي وترامب. فهل ينجح هذا المشروع تماماً؟ وماذا ستكون تداعياته مستقبلاً؟ لا شيء واضحاً الآن، والأمور تحتاج الى وقت قبل معرفة الاتّجاهات القادمة بالكامل".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|