أبو فاعور يودّع "رفيق الدرب"

شيّع البرلمان اللبناني وقيادة الجيش واللقاء الديمقراطي وبلدة راشيا الوادي النائب السابق اللواء أنطوان سعد، عضو كتلة اللقاء الديمقراطي السابق، في مأتم مهيب وحاشد، بحضور ممثلين عن كافة المؤسسات السياسية والعسكرية والدينية. وقد ترأس الوفد الرسمي المحافظ القاضي كمال أبو جودة ممثلًا الرؤساء الثلاثة، في حين مثّل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط النائب وائل أبو فاعور، ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع النائب إلياس اسطفان، كما حضر العديد من الشخصيات السياسية والدينية البارزة.

المأتم الذي شهدته منطقة راشيا، انطلق من مدخل سوق راشيا الأثري، مرّ عبر منزل الراحل وصولاً إلى كنيسة السيدة حيث تم تقبل التعازي في صالة الكنيسة. وأثناء المراسم، ترأس المطران إلياس كفوري الجناز، يرافقه لفيف من الكهنة، حيث تحدث عن مآثر الراحل، مشيدًا بتجربته العسكرية والبرلمانية وحبه لوطنه ومجتمعه وبلدته راشيا.

وقال المطران كفوري: "لقد كانت حياة اللواء سعد مليئة بالتحديات والإنجازات، فقد عرفناه في العديد من المحطات الصعبة، وهو الذي لم يتوانَ عن خدمة وطنه وأهله، وكان دائمًا في مقدمة الصفوف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي."

وفي كلمة مؤثرة، تحدث النائب وائل أبو فاعور عن مزايا الراحل قائلاً: "نودع اليوم اللواء سعد، ذلك الرجل النبيل والصادق الذي قدم الكثير لمنطقة راشيا والوطن. كان مثالاً للوفاء والشجاعة، ورفيقًا دائمًا في أيامنا الصعبة."

وأشار أبو فاعور إلى دور اللواء سعد في تعزيز الوحدة الوطنية في راشيا، وتفانيه في خدمة أهلها، قائلاً: "لقد زرعنا معك يا لواء سعد الخير في هذه الأرض، وعشنا معك الكثير من اللحظات الصعبة التي جعلتنا أكثر قوة وتماسكًا."

كما تحدث عن الصعوبات التي مرّ بها اللواء سعد في فترات الاغتيالات السياسية، مشيرًا إلى المقاومة التي أظهرها مع رفاقه في مواجهة هذه التحديات، قائلاً: "لقد كنت سياديًا استقلاليًا ووطنياً بالفطرة، وما رف لك جفن في أصعب اللحظات."

واختتم أبو فاعور كلمته بتوجيه رسالة إلى أسرة الراحل، حيث قال: "إن إغلاق باب منزل اللواء سعد ليس خيارًا. نحن جميعًا مسؤولون عن الحفاظ على إرثه، وعلى استمرار مسيرته في خدمة هذا الوطن."

من جانبه، أشاد ممثل قائد الجيش اللبناني بمسيرة اللواء سعد العسكرية والانتماء الوطني الذي جسده طوال حياته. وذكر بأن الراحل بدأ مسيرته في المؤسسة العسكرية التي يعشقها، وأدى مهامه بكل شجاعة وحكمة. ولفت إلى الأوسمة التي نالها سعد تكريمًا لمناقبيته وإخلاصه في العمل.

اللواء أنطوان سعد، الذي توفي بعد مسيرة حافلة بالعطاء، كان معروفًا بمواقفه الوطنية المبدئية في دعم قضايا وطنه وشعبه. وُلد في منطقة راشيا، وبرز في الحياة السياسية والعسكرية، حيث شغل العديد من المناصب الرفيعة في الجيش اللبناني والبرلمان اللبناني. وتعتبر وفاته خسارة كبيرة لمجتمع راشيا والوطن بشكل عام.