فجر كل يوم، تهتزّ أحياء مدينة الميناء...ماذا يجري شمالاً؟

يوماً بعد يوم "يبرع" العديد من صيادي السمك باستعمال الديناميت في صيدهم سعياً وراء غلّة أكبر في وقت أقصر. هذه الظاهرة متفشية من بحر العبدة شمال لبنان الى المنية ودير عمار وصولاً الى بحر الميناء في طرابلس، وربما تصل غداً الى أبعد من بحر الميناء حيث "لا حسيب ولا رقيب ولا رادع أو وازع"، إذ أن الغاية تبرر الوسيلة، ولسان حال غالبية الصيادين بالديناميت "توفير المال لتأمين معيشة العيال"، غير آبهين للأضرار الفادحة التي يلحقها الصيد الجائر بالثروة السمكية وبأندادهم الذين يمارسون الصيد المشروع، والذي ينعكس على الصيادين أنفسهم مستقبلاً.

فجر كل يوم، تهتزّ أحياء مدينة الميناء على وقع دوي انفجارات الديناميت في البحر، وكذلك المنية ودير عمار والجوار، حيث يسيطر الرعب والخوف على الأطفال، وحتى على ذويهم الذين يخشون تعرض اهداف في المنطقة لغارات معادية، خصوصاً أن الطيران الحربي الاسرائيلي لا يفارق الأجواء ليل نهار، ويقصف أهدافاً في سوريا من الأجواء اللبنانية الشمالية.

الصيادون الخارجون على القانون، كما يصفهم الناشطون البيئيون، يرتكبون في صيدهم بالديناميت كما يقول غير خبير بحري وبيئي، جريمة بيئية مروّعة تهدد الحياة البحرية، وتدمر الثروة السمكية، وتعرض المدن لخطر حقيقي.

وعلى رغم التحذيرات والمناشدات، تستمر هذه الممارسات الإجرامية من دون أدنى خوف. وهنا يطرح الأهالي الغاضبون السؤال من يغطي هؤلاء الصيادين؟ من يسهّل لهم الإفلات من العقاب؟ هل تُدفع رشاوى لتمرير هذه الجرائم؟ واضعين
هذا الملف برسم وزير البيئة وقيادة الجيش. فهل يتحرك المعنيون قبل فوات الأوان، أم أن البحر سيبقى رهينة بأيدي العابثين؟

مع العلم أنّ الصيد بالديناميت كان توقف بشكل شيه نهائي إبان العدوان الاسرائيلي على لبنان، وتجدد بعد وقف النار. ومنذ ذلك الحين يتمادي مرتكبوه ويتوسعون في استعماله، مسببين أضراراً بالبحر والبر تتفاقم يوماً بعد يوم خصوصاً أنهم يمارسونه على مسافات ليست بعيدة كثيراً عن الشاطئ، خلافاً لما كان يحصل سابقاً عندما كانت المراكب تتوغل بعيداً في البحر للصيد بالديناميت، بعيداً من أعين السلطات الأمنية، فلا تحصل ارتجاجات في المباني القريبة من الشاطيء ولا يسمع دوي الانفجارات.