إيران تتعلم الدروس من معركة ترامب – زيلينسكي

تناول مقال في موقع “نيوز ويك” الأميركي رؤية إيران للمشهد الجيوسياسي المتغير، في ظل المواجهة الأخيرة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ووفقاً للمقال، “تحاول إيران استخلاص الدروس من مواجهة ترامب وزيلينسكي. وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية الايراني، عباس عراقجي، أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أوجدت مناخاً من الفوضى، عقب المواجهة الحادة التي شهدها البيت الأبيض الأسبوع الماضي بين ترامب وزيلينسكي. وأشار عراقجي حسب مقال رأي نُشر الأربعاء في صحيفة إيرانية، إلى أن هذا النزاع كشف عن تصدّعات عميقة في النظام العالمي، وأبرز المخاطر التي تواجه الدول التي تعتمد على واشنطن في تأمين أمنها. وتواصلت نيوز ويك مع عراقجي والبيت الأبيض للحصول على تعليق رسمي، من دون الحصول على رد.

أين تكمن أهمية التصريحات؟

تعكس تصريحات عراقجي موقف إيران الثابت بعدم الثقة بالتحالفات التي تقودها الولايات المتحدة. كما تدعم تعليقاته رؤية المرشد الأعلى الايراني، آية الله علي خامنئي، الذي لطالما حذّر من مغبّة الاعتماد على واشنطن، بحيث يعتبر العديد من المسؤولين الايرانيين أن المواجهة بين ترامب وزيلينسكي دليل آخر على عدم استقرار الديبلوماسية الأميركية. وانتقد عراقجي ما وصفه بالتصعيد اللفظي والسياسات الانفعالية التي تهيمن على المشهد الديبلوماسي العالمي، معتبراً أن التوتر الأخير في البيت الأبيض يُعدّ لحظة فارقة للدول التي طالما اعتمدت على الولايات المتحدة.

وكتب عراقجي في مقاله أن الخلاف الأخير لم يكن مجرد مواجهة ديبلوماسية عادية؛ بل كشف عن شروخ متزايدة في النظام العالمي. حتى أقرب حلفاء واشنطن باتوا يعيدون النظر في مدى موثوقية قيادتها، وهو ما انعكس في الحذر المتزايد الذي تبديه الدول الأوروبية تجاه الحرب في أوكرانيا. وأكد وزير الخارجية الايراني أن بلاده تبنّت نهجاً مختلفاً تماماً، قائماً على الاستقلالية الاستراتيجية بدلاً من الاعتماد على القوى الكبرى لضمان أمنها.

وأضاف أنه على عكس العديد من الدول التي تعتمد على القوى الأجنبية لضمان أمنها، اختارت إيران بصورة واعية الحفاظ على استقلالها، على الرغم من الثمن الباهظ الذي تدفعه. ولكن مع تأكيد عراقجي استقلالية إيران العسكرية، فإن طهران لا تزال تعتمد بصورة كبيرة على التعاون العسكري مع قوى أجنبية، لا سيما روسيا. وفي أعقاب المواجهة بين ترامب وزيلينسكي، أعاد المرشد الأعلى الايراني التأكيد على تحذيراته السابقة بشأن خطورة الاعتماد على الغرب.

ما الذي سيحصل تالياً؟

يواجه الاقتصاد الايراني ضغوطاً كبيرة، مع تفاقم معدلات التضخم وتراجع قيمة العملة المحلية، وهو ما يجعل رسالة عراقجي حول الاعتماد على الذات” مقبولة لدى التيار المحافظ، لكنها قد لا تخفف من المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون الايرانيون.

في المقابل، يُتوقع أن تؤثر التوترات المستمرة بين إدارة ترامب وحلفائها على التوجهات المستقبلية للسياسة الخارجية الايرانية، في وقت تواصل فيه طهران تعزيز علاقاتها مع موسكو وبكين كبديل عن الاعتماد على الغرب”.