نواف سلام بالصوت والصورة: سعال وارتباك وأكمامٌ قصيرة!

ا نحكم هنا على أداء رئيس الحكومة نواف سلام. "بَكّير". سننتظر مئة يوم، وهي فترة السماح الشرعيّة، كي نعرف خيرها من شرّها. هذه السطور هي، حصراً، حكمٌ على إطلالات سلام الإعلاميّة، من باب النصح لا الانتقاد.

تحدّث سلام، من قصر بعبدا أمس، بعد انتهاء أوّل جلسة لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة. تلعثم مرّات عدّة، ولجأ الى السعال مرّات، وفي ذلك دلالة على الإرباك.
هذه ليست المرّة الأولى التي يرتبك فيها سلام أمام الكاميرات والنقل المباشر. لغة جسده تعبّر أيضاً عن عدم ارتياح، إذ يبدو غالباً منحني الظهر ونظره مشتّت، يتجنّب النظر الى الكاميرات. يتكرّر المشهد نفسه، من ارتباك وتلعثم وسعال، في سائر إطلالاته.
أمّا إطلالة سلام في مقابلته التلفزيونيّة الوحيدة على شاشة تلفزيون لبنان، فلا تخرج عن السياق نفسه كثيراً. جلس حينها سلام على طاولة صغيرة، وجلس حوله أربعة إعلاميّين، من دون مسافة فاصلة كافية بينه وبينهم. كذلك، فات سلام، والفريق الذي يعاونه، الاعتناء بما يكفي بالشكل، فظهرت أكمام سترته قصيرة، وكان يبالغ بتحريك يديه، وبان عليه الارتباك أكثر من مرّة، كما ارتدى قميصاً غير ملائم لربطة عنق، وهذه ليست المرّة الأولى.
ليس الهدف ممّا سبق تشويه صورة نواف سلام. نتحدّث عن الشكل هنا، وليس عن المضمون. لكنّنا نؤمن بأنّ الشكل قد يسيء الى المضمون، ولذا وجب الاعتناء به، ما من شأنه أن يعزّز "صورة" سلام أمام الرأي العام اللبناني.
وإذا كان السياسي يفتقد للكاريزما والصفات القياديّة والإطلالة الواثقة، فالحريّ به أن يستعين بصنّاع "صورة" ليهتمّوا بهذه الناحية، فيتفرّغ سلام للإنجاز وتحقيق ما ينتظره اللبنانيّون من حكومته.

وإذ نقدّر أنّ سلام يرفض الاستعانة بجيشٍ من المستشارين، تجنّباً، على الأرجح، لتحميل الدولة أعباء ماليّة إضافيّة، فإنّ عليه، من باب النصح، أن يستعين "بعناصر حماية إعلاميّة"، إذ، بعد انتهاء مهلة المئة يوم، وربما قبل ذلك، سيجد الكثير من الأقلام والألسن الجاهزة لافتراسه. وحينها، لن يفيد الارتباك والسعال، بل المواجهة.

داني حداد - خاص موقع Mtv