كيف قُتل كمال جنبلاط؟
في ذكرى ميلاد المعلم كمال جنبلاط سقط نظام آل الأسد، وقبل أيام من ذكرى الاغتيال الذي أراده وليد جنبلاط مناسبة وطنية جامعة وحاشدة، ألقت قوات الأمن السورية القبض على رئيس المخابرات العامة السابق في سوريا إبراهيم حويجة الملقّب بـ “جزار الأسد”.
إنها عدالة التاريخ، ولو بعد حين، فبعدما عجز القضاء اللبناني عن القبض على المجرمين نتيجة الوصاية السورية، قتل حويجة على يد الأمن العام السوري.
التحقيقات اللبنانية التي أجراها حينها المحقق العدلي القاضي حسن قواص، لم تتوصل إلى من أمر بتنفيذ العملية إن كان رفعت الأسد شخصياً وحوّلها بدوره إلى ضابط المخابرات إبراهيم حويجة الذي كان متواجداً في سن الفيل آنذاك، أو بأمر مباشر من حافظ الأسد.
وتولّى المحقق العدلي القاضي حسن قواص التحقيق على مدى سنوات وتعرض للترهيب ومحاولة قتل في منزله سنة 1977، إلى أن طلب منه الرئيس الياس سركيس إقفال التحقيق، لكنه رفض على اعتبار أنه مكلف من مجلس القضاء الأعلى، حينها دفعت الضغوطات السورية بوليد جنبلاط إلى إسقاط حقه، ثم تقرّر بعدها إسقاط الدعاوى والملاحقات الجزائية والكف عن التعقبات واسترداد كل المذكرات وحفظ الرسوم والمصاريف…”.
أما رواية الاغتيال فتقول أنه في 16 آذار 1977 غادر المعلم كمال جنبلاط قصر المختارة، منطلقاً مع مرافقَيه باتجاه بيروت، وعند وصوله إلى بعقلين، تجاوزت سيارته سيارة بونتياك أميركية الصنع بنية اللون، تحمل لوحة عراقية واعترضت طريقه. وقام 4 مسلحين كانوا على متن السيارة بإرغام مرافقي جنبلاط على الصعود في سيارتهم، ثم صعد اثنان منهم إلى سيارة جنبلاط وانطلقا باتجاه بيروت وتبعتهما سيارة المسلحين.
لكن سرعان ما توقفا وأطلقا النار على مرافقي جنبلاط ثم أطلقوا النار على سيارة جنبلاط الذي قتل على الفور، وأظهر تقرير الطبيب الشرعي أنّ الرصاصة كانت في جمجمة جنبلاط ما يعني أنّ إطلاق النار كان من مسافة قريبة.
يروي العميد الراحل عصام أبو زكي الذي كان أول رجل أمن وصل إلى موقع الجريمة، أنّ عدم قتل المسلحين لجنبلاط في المرحلة الأولى، يشير إلى أنّ نيّتهم كانت الخطف ثم غيروا رأيهم عندما حاول جنبلاط مقاومتهم وتغيير مسار السيارة فاصطدمت البونتياك بسيارة جنبلاط فغيروا مخططهم وقتلوه.
لاذ بعدها المهاجمون بالفرار في سيارة البونتياك التي تعطلت في الطريق، تاركين خيوطاً ساعدت لاحقاً في التحقيق، لكن السيارة اختفت فجأة.
ووفق التحقيقات، تبين أنّ القتلة فرّوا باتجاه مكتب إبراهيم حويجة المسؤول عن مكتب المخابرات السورية في مستديرة الصالومي، وهو الذي تسلم سيارة البونتياك واحتفظ بها، وتشير إفادات إلى أنه كان يقود البونتياك ويستخدمها في تنقلاته الشخصية.
في وثائق التحقيق أيضاً اسم حسين جعفر كاظم جواد الذي يحمل جواز سفر عراقي، وساهر الجبيل سوري الجنسية، واللذين تبين فيما بعد أن أسماءهما وهمية ويحملان جوازات سفر مزورة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|