رفض داخل حزب الله لتعيين "فار إلى العراق" نائباً لنعيم قاسم
بعد موجة الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت العشرات من كوادر حزب الله، وفي مقدمتهم الأمين العام حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين، اختل توازن هيكلية القيادة الحديدية للحزب إثر الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
ويحاول الحزب في الآونة الأخيرة تعبئة كل الشغور الذي حدث في صفوف قيادته في الحقلين السياسي والعسكري. وتتوجه الأنظار إلى منصب نائب الأمين العام بعد تعيين نعيم قاسم أميناً عاماً بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي. ولم يكتف بذلك بل عينه أيضاً ممثلاً شخصياً له في لبنان، في إشارة للداخل اللبناني وللخارج على أن قرارات الربط والفصل الكبرى عند الحزب تبقى في أيدي طهران.
اعتراض نواف الموسوي
وتفيد معلومات قناتي "العربية" و"الحدث" بأن ثمة بلبلة يعيشها حالياً القياديون في الحزب الآن. ولا يعكس ما يقوله النائب السابق نواف الموسوي عن هذا الموضوع إلا جزءاً صغيراً من حجم العاصفة التي تدب في صفوف الحزب على مستوى ترميم سلم قيادته. ويطالب الموسوي بإبعاد كل من لم يكن على مستوى المسؤولية أيام الحرب، ولم يكتف بذلك بل طالب بمحاسبة المقصرين على مختلف مستوياتهم مع إجراء تحقيقات جدية لمعرفة كيف تمكنت إسرائيل من استهداف كل هذا العدد من الذين سقطوا وكيف تمت عملية الخرق الأمني، مع الإشارة إلى أن كل الوعود التي أطلقها قياديون في الحزب لم تكن على مستوى طموحات أصحابها.
وبعد تثبيت قاسم على رأس الهرم القيادي في الحزب، تكثر الأسئلة عن اسم نائبه، حيث جرى التداول باسم رئيس المجلس السياسي إبراهيم أمين السيد، وهو نائب سابق بالبرلمان اللبناني من منطقة البقاع. لكن يتبين أن كثيرين من كوادر الحزب، ومن بينهم نواف الموسوي، يرفضون هذا الخيار حيث يتهمون إبراهيم السيد بأنه "فر إلى العراق مع اشتداد المعارك، ولم يكن على مستوى التضحيات التي قدمها رفاقه"، بحسب توصيف قيادي في الحزب. ويضيف هذا القيادي أن "الرجل غير مؤهل لإدارة هذا المنصب وخصوصاً في ظل كل الظروف الصعبة التي ما زالت تواجه الحزب وتهدده".
وثمة أصوات تدعو إلى "طرد إبراهيم أمين السيد وكل من لم يكن على مستوى تحمل المسؤوليات".
وإذا كان الحزب لا يستطيع أن يهرب من اختيار شخصية معممة في الموقع الثاني، فقد جرى طرح اسم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" البرلمانية النائب محمد رعد ليحتله، إلا أن اعتبارات عدة تمنعه من تسلم هذا المنصب، رغم الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها في أوساط قواعد الحزب، وهو عضو في مجلس الشورى. ويرى البعض أنه من الأفضل أن يبقى رعد في إدارة كتلة نواب الحزب التي يشرف عليها منذ دخول هذا الفريق إلى الحياة البرلمانية عام 1992.
ولذلك يجري النقاش حيال مرشح من البقاع ليتولى موقع نائب الأمين العام. وثمة اسم يتم التداول فيه، هو "عسكري" قديم من "المجلس الجهادي"، وكان من ضمن الدائرة المقربة من القيادي في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في سوريا في 2008.
وعلى مستوى إدارة الهيئة الحكومية، يجري العمل على اختيار الوزير والنائب السابق محمد فنيش أو النائب حسين الحاج حسن، ويتجه الخيار نحو الأول أكثر نظراً إلى عمق تجربته الطويلة، وهو من أوائل المساهمين في إطلاق الحزب عام 1982.
وفي خضم كل هذه المشاكل التي يعيشها حزب الله على أكثر من مستوى، ثمة من يطالب بضرورة إجراء مراجعات داخلية في العمق لمحاسبة المقصرين الذين ارتكبوا أخطاء والدخول في ورشة ترميم القيادة من الأعلى إلى الأسفل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|