هل سيلعب التيّار بورقة "ندى البستاني" بوجه "بيك زغرتا"؟

ليس هناك ادنى شك، انّ "حزب الله" تبنى ترشيح الحليف التاريخي الوزير السابق سليمان فرنجيّة، عبر المواصفات التي رسمها الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله في خطابه الأخير بمناسبة يوم الشهيد الجمعة الفائت.
ومن هنا أصبح يُدرك النائب جبران باسيل تماماً أنّ حليفه الشيعي لا يريد وصوله إلى بعبدا، ولا يرغب في تكرار تجربة ميشال عون الرئاسيّة، واكثر لا يثق بخيارات باسيل التي لطالما انقلبت عليه.

انطلاقاً من ذلك لا يمكن أنّ "يمشي" نصر الله إلا برئيس "يسمع كلمته وينفذها"، فثمّة من يعترف صراحة من داخل البيت العوني، انّ الحزب يُفضّل فرنجية على زعيم "الوطني الحر"، وقد دلّ على ذلك موقف الرئيس نبيه برّي (الشريك في الثنائية الشيعية).
كما يُشير العارفون انّ الثابت الوحيد حتى اللحظة، هو خيار الاقتراع بورقة بيضاء، لتفادي إظهار سليمان فرنجية بموقع الضعيف، على اعتبار انّهُ المرشح الأبرز في صفوف "الثنائي الشيعي"، لكنه بالطبع لا يحظى بتأييد العونيين، ليرفع نسبة اصواته.

وعلى وقع التشرذم الرئاسي، يبدو انّ تكتل "لبنان القويّ"، سيُغرد هذه المرة خارج سرب فريق الممانعة، رغم معالجة مسؤول وحدة التنسيق والارتباط بحزب الله وفيق صفا مفاجآت باسيل السلبية قبيل الجلسة الخامسة لإنتخاب رئيس للجمهورية، التي عقدت الخميس الفائت، بهدف تنسيق الموقف والاستفهام منه عن حقيقة تخليه عن الورقة البيضاء، وتلويحه بتبني مرشح، بمعنى أصح "تسليم رأس الحزب وجعله عرضة لابتزاز المعارضة".

والظاهر ايضاً، انّ التباين يتوسع بين التيّار والحزب، وبدأ يظهر أكثر بعدما تأكد النائب باسيل، انّ حظوظه لنّ "تختمر" رئاسياً، وأنّ طريقه نحو بعبدا باتت مقطوعة بشكل أو بآخر من قبل الحزب ما سيدفعه الى اطلاق خطوطٍ عريضة لرفع السقف.

الى ذلك، كشف مصدر مطلع ان "زعيم التيّار" سيصوت لاحد الاعضاء الموارنة في تكتله النيابي، وأنّه عاجلاً ام آجلاً سيتخلى عن الورقة البيضاء. كما توحي المعلومات انه سيلعب ربما بورقة النائبة "ندى البستاني"، على اعتبار انها الابرز في التيار منذ منصبها الاستشاري، ثم توزيرها، وصولا الى ترشيحها الى النيابة في كسروان، وخوض معركة فوزها.
فهل يدخل باسيل المعركة، لِيضيف فيها بعض "التشويق" لا سيما انّهُ لا يريد رئيساً ليس لديه تمثيل وازن، والمقصود هنا "بيك زغرتا"؟

شادي هيلانة – "أخبار اليوم"