"التطبيع على الجثث"... بودية يكشف عن السيناريو المدمر!
يقف العالم كله ينتظر ما سيحصل بعد الرد الإيراني برفض شروط الولايات المتحدة الأميركية للذهاب إلى المفاوضات، في ظل تلويح جدي من العدو الإسرائيلي بضرب إيران لا سيما مفاعيلها النووية، فهل كانت الحرب على لبنان وغزة باباً للانقضاض على إيران وكيف يمكن لها أن تقاوم؟ وما هو الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة من ضرب إيران؟
يوضح الكاتب رئيس شبكة مرايا الإعلامية فادي بودية أن الولايات المتحدة الأميركية تعلن من موقع القوة، وهي تريد الطرف الآخر الذي تفاوضه من موقع الضعف، وبما أنها تعتبر أن إيران خسرت في المعارك وجولات الحرب التي حصلت في المنطقة، وبالتالي بعد استشهاد السيد حسن نصر الله والضربات الموجعة التي تلقاها الحزب، أصبحت بالنسبة لها لقمة سائغة يمكن الانقضاض عليها بأي طريقة من الطرق.
ومن هذا المنطلق يشير إلى أن أميركا رفعت من سقف المطالب للدخول إلى المفاوضات، ومن يقارن المطالب الأميركية قبل الحرب والمطالب اليوم نجد فرقاً كبيراً تتسع هوته بحسب التقدير الأميركي لقوة إيران في المنطقة، وبالتالي أرادت من هذه الشروط إخضاع إيران للذهاب نحو مفاوضات ليس فقط على الملف النووي بل على ملفات أخرى تتعلق باليمن والعراق وبدون أدنى شك تتعلق بلبنان، حتى أنها تتعلق ببرنامجها الصاروخي وتتعلق بقدرتها العسكرية وتحديداً الأسلحة التي يمكن لإيران إنتاجها أو استخدامها.
ويلفت إلى أن التلويح بالضربة الإسرائيلية، لأن أميركا لا تريد أن تضرب بنفسها إيران بل تعتقد أن إفلات إسرائيل أو ترك إسرائيل تهدد إيران بالضربة من شأنه أن يزعزع الاستقرار الداخلي في إيران والاستقرار في المنطقة بشكل عام، بما يجعل المنطقة أمام ترقب كبير، فكيف سيتصرف الحزب؟ وكيف سيتصرف الحشد الشعبي؟ وكيف سيتصرف اليمن؟ خاصة في ظل التوترات والتعقيدات التي تحصل في هذه المنطقة.
ويؤكد أن رفع سقف المطالب الأميركية لإيران هو من أجل إخضاعها وإحضارها إلى طاولة المفاوضات وهي مجردة من كل قوتها وبالتأكيد هذا لم يحصل ولن تقبل به إيران وقد أعلنها ورفضها الإمام الخامنئي بشكل واضح.
وحول ما يمكن أن يؤثر هذا الرفض على شن حرب عليها، فلا يستبعد بودية هذا الاحتمال لأن شن الحروب أصبح وارداً، فإسرائيل تتجرأ اليوم على ضرب إيران وهذا لا يمكن نكرانه، وهناك مخاوف كبيرة من اندلاع حرب كبرى في المنطقة، والمطلوب اليوم رأس إيران بشكل أساسي وهذا ليس بالأمر الخفي، وقد أعلنه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بشكل واضح وترامب يعتقد في تفكيره الاستراتيجي أنه لا بد من ضرب إيران لإخضاع المنطقة. وبالمختصر يرى أن هذا الأمر هو من ضمن استراتيجية التطبيع التي يريدها ترامب، فإذا أرادوا تحقيق التطبيع وجر المنطقة إليه عليهم أن يضربوا إيران أو يشلّوا قدرة إيران العسكرية، ليس في إيران تحديداً بل في المنطقة، وبالتالي إما أن يذهبوا إلى عملية المفاوضات وإيران منزعة الأظافر وخالية من القوة، لولا تملك شيئاً للمواجهة بل ستذهب إلى مفاوضات هي أشبه بإملاءات وليس مفاوضات ستنتهي بالضغط عليها من أجل التطبيع.
أما الخيار الآخر فهو الذهاب أو التلويح بالذهاب إلى حرب هدفه إثارة الذعر والتوتر في إيران التي فيها عدة اتجاهات، ولكن لا يسهو عن بال أحد أن جميع هذه الاتجاهات ستتوحد في حال شنت إسرائيل حرباً عليها.
وهو يرى أن التلويح بضرب إيران في ظل ما يعتقده الإسرائيلي والأميركي من عجز عسكري للحشد الشعبي وعجز يمني وللحزب أو المقاومة الفلسطينية عن فتح جبهات أخرى من أجل الدفاع عن إيران فهو بيت القصيد، لأننا كما يعتقد ،أمام سيناريو جداً معقد حول قدرة هذه الحركات على مواجهة إسرائيل وفتح جبهات جديدة، ولكن برأيه أن الذهاب بهذا الخيار المطروح بقوة فإن الهدف ضرب آخر معقل من معاقل المقاومة القوية، وهذا ما سيؤدي حتماً إلى فتح النار في المنطقة بكل الاتجاهات وإما أن تكون المنطقة في حالة تطبيع وهو ما لن تقبل به الشعوب الحرة في المنطقة.
ويذكر في هذا الإطار أن نشوء المقاومات لا يحتاج إلى داعم بل إلى إرادة شعوب وتجربة لبنان خير شاهد على ذلك في اجتياح الـ1982 وكان الهدف جر لبنان إلى التطبيع ولم يحصل ذلك رغم وجود جهات في لبنان تؤيد ذلك.
إلا أن اليوم، كما يشدد بودية، فإن جمهور المقاومة أكثر تمسكاً بمبدأ المقاومة عندما نشاهد ما يحصل في الساحل السوري وصمت العالم كله أمام المجازر التي تحصل، وما حصل في لبنان وكيف كان أداء الأطراف اللبنانية عندما مدّ الحزب يده للمشاركة السياسية مع القوى، فما يحصل في الساحل السوري يعيدنا إلى ما حصل في غزة، وبالتالي بمعزل عن الطائفة فلا تقوم أي دولة حتى العربية منها على فتح قنواتها إلا للتبرير للمجموعات التكفيرية التي تبرر لها ما تفعله في الساحل كما برروا لإسرائيل قتل غزة.
وينتقد هذه القنوات والدول إعتبرت أنه من حق إسرائيل أن تضرب غزة ولبنان فقط لأن فيها مقاومة تستمد قوتها من إيران، بالتالي نحن أمام عالم متصحر للقيم وللعروبة ومسألة التطبيع يريدها الإسرائيلي بقوة بمعنى تحقيق التطبيع على جثث العالم العربي كاملاً.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|