لبنان... بين أسنان إيران وبموافقة من بايدن الذي أنهى علاجه من "الشَّلَل النّصفي"؟؟؟...
لم تتطابق حسابات "الحقل" العالمي مع حسابات "البيدر" التي خرجت بها الانتخابات "النّصفيّة الأميركية".
فهزائم الحزب "الديموقراطي" أتت مضبوطة، وهي تُنذر بمستقبل أميركي "مقبول التوازُن" سياسياً، واقتصادياً، وتشريعياً...، بنسبة لا بأس بها، وصولاً الى حدّ شعور إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بانتعاشة، وبمزيد من الثّقة بالنّفس على صعيد السياسة الخارجيّة أيضاً، وذلك بالاعتماد على نتائج التصويت الشعبي في "النّصفيّة".
مظلّة "انتقاميّة"
فهل تكون إيران أكثر الجهات المُستفيدة من نتائج تلك الانتخابات في الشرق الأوسط، وهي إيران التي ساهمت بتلميع صورة إدارة بايدن الدولية قُبَيل "النّصفيّة" الأميركية، سواء عبر الترسيم الحدودي البحري الجنوبي للبنان، أو من خلال بعض الانفراجات السياسية في العراق، وفي الوقت نفسه الذي كانت فيه مجموعة دول "أوبك بلاس"، وعلى رأسها السعودية، تعمل على محاولة إذلال الرئيس الأميركي أمام شعبه، وعالمياً، عبر تخفيض إنتاج النّفط؟
وهل تكون الاستفادة الإيرانية بأقلّ من التمدُّد الإضافي في الشرق الأوسط، وفي لبنان من ضمنه، وبمظلّة "انتقامية" من جانب إدارة بايدن تجاه الرياض تحديداً، وعلى وقع مستقبل مجهول تماماً، لآفاق مراجعة العلاقات الأميركية - السعودية؟
خلاف
أشار السياسي اللبناني الدكتور توفيق هندي الى أنه "رغم عَدَم حصول انتصار كبير، إلا أن القرار في الكونغرس الأميركي، المعنيّ بمسار إنفاق الأموال، سيكون بيد "الجمهوريين" في الولايات المتحدة الأميركية. وهذا ما سيخفّف من توجّهات إدارة بايدن داخلياً، وخارجياً".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "يبدو أيضاً أن هناك نوعاً من خلاف يُصبح أشدّ قوّة داخل الحزب "الجمهوري"، وهو بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بما يمثّله من شعبوية، ومن توجُّه نحو الطبقات الفقيرة، من جهة، وبين التوجّهات "الجمهورية" التي يمثّلها باقي أعضاء الحزب "الجمهوري"، مثل الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن، وسواه، من جهة أخرى. وهي توجّهات مرتبطة بالشركات الضخمة، ومشتركة مع تلك التي يُنادي بها الحزب "الديموقراطي". والظّاهر هو أن المنافسة ستنتقل الى داخل الحزب "الجمهوري"، وستتمحور حول ترشيحاته للانتخابات الرئاسية في عام 2024 بين ترامب، وشخصيات "جمهورية" أخرى".
الرئيس
ورأى هندي أن "احتمالات انتخاب ترامب بعد عامَيْن، تعني أن العالم سيشهد تحالفاً ثلاثياً مكوّناً منه (ترامب) في الولايات المتّحدة، ومن بنيامين نتنياهو في إسرائيل، الذي أمّنت له نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة إطاراً يمتدّ الى عدد من السنوات القادمة في الحُكم هناك. بالإضافة الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السعودية، والخليج. وهو تحالف سيدفع باتّجاه مواجهة أكبر مع إيران. وامتدادات ذلك في المنطقة ستشمل "حزب الله" في لبنان، طبعاً".
وأضاف:"حزب الله" هو الجزء الرئيسي والأهمّ من "فيلق القدس". وهذا ما ينعكس على الانتخابات الرئاسية في لبنان حالياً، وعلى المحاولات الإيرانية الاستباقيّة لاحتمالات عام 2024 أميركياً، من أجل تحصين الذّات. فمصلحة إيران في اللادولة اللبنانية، هي انتخاب رئيس مضمون بالنّسبة الى "حزب الله"، يسمح بتحصين وضعيّة طهران في بلادنا. وتُفيد أبرز الترجيحات مؤخراً بأن المرشّح الرئاسي لإيران ولـ "الحزب" في لبنان، والذي لن يُعلنا عنه جهاراً، هو (رئيس "التيار الوطني" النائب) جبران باسيل، وليس (الوزير السابق) سليمان فرنجيه. وها ان طهران و"الحزب" يعتمدان على استنفاد الوقت، بما يسمح بخضوع الجميع وبقبولهم باسيل، كرئيس للجمهورية".
خطر كبير
وعلى المستوى الإقليمي، أوضح هندي أنه "صحيح أن ولي العهد السعودي اتّبع سياسة ذكيّة بعَدَم توريط نفسه في صراع أوكرانيا، وأنه استفاد من لحظة الحاجات الأميركية والأوروبية القصوى، لأمور كثيرة، بسبب العقوبات الغربية الهائلة على روسيا، وهو خفّض إنتاج النّفط من ضمن تلك الصّورة، إلا أن هذا لا يمنع واقع أن لديه مشكلة أساسية وبنيوية إسمها إيران التي تصدّر "الثورة الإسلامية"، والتي تحوّل أي اتّفاق سعودي معها في ظلّ هذا الواقع، الى ضعف للرياض".
وتابع:"مصلحة إيران الأساسية هي في أن تتقدّم في المنطقة، أي في أن تصدّر "الثورة الإسلامية" فيها، ومنها الى العالم. ويُعاني الخليج من خطر كبير على هذا الصّعيد، نظراً الى قدرة طهران على خلق خلايا، والتسلُّل بواسطتها لهزّ الاستقرار في البحرين مثلاً، حيث الأكثرية السكانية الشيعية، كما (التسلُّل) الى الأقليات الشيعيّة في المنطقة الشرقية من السعودية، حيث القوّة النّفطية الأساسية هناك. هذا فضلاً عن إمكانيّة خلق خلايا تعمل لصالح إيران في الإمارات، حيث تعتاش نسبة كبيرة من الإيرانيين هناك، كما في الكويت".
وختم:"هذا خطر كبير على استقرار الخليج، يفوق خطر الصواريخ الإيرانية في اليمن، والعراق. وهو يتعلّق بتصدير "الثورة الإسلامية"، ويثبّت مواقع إيران على امتداد المنطقة أكثر، واعتمادها منهج العمل الراديكالي. ومن هذا الباب، يأتي تمسّك "حزب الله" وإيران بباسيل كرئيس مضمون لهما في لبنان، بنسبة 100 في المئة، وذلك على وقع مساعي طهران لتأمين حصانة لنفسها في كل مساحة من مساحات المنطقة، بما يحميها استباقياً من إمكانية عودة ترامب الى الرئاسة الأميركية في عام 2024".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|