الفصائل والميليشيات الشرق أوسطية المسلّحة... خروج من الأرض للسيطرة على وزارات الدفاع؟
بين القبول بمبدأ إمساك فصائل سورية مسلّحة بالأرض السورية، وبأن تشكل الجيش السوري الجديد أو الموقَّت على الأقلّ، برعاية مؤسسة رسمية هي وزارة الدفاع السورية، من جهة، وبين تفاوض أميركي مع حركة "حماس"، من جهة أخرى، أزمنة فصائل مسلّحة يعتقد البعض أنها تخرج من الباب، ولكن يبدو أنها تعود من النافذة.
انفتاح دائم
فمهما كانت العناوين التي تبرّر الولايات المتحدة الأميركية مفاوضاتها مع "حماس" بها، فإن إبرام صفقة بين الأميركيين والحركة يعني الكثير، والأكثر منه بكثير، حتى ولو حصل الاتفاق تحت عناوين إلقاء السلاح، ودخول المعترك السياسي حصراً.
فالمبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر يؤكد الانفتاح الأميركي "الدائم" أو "شبه الدائم" على لقاء ممثّلين من "حماس"، وهو ما سيسجّله التاريخ في النهاية على أساس أن الدولة الأميركية تفاوضت مع حركة، كانت تصنّفها إرهابية منذ عقود، وهذا هو الأساس.
مشاريع الحروب
كما أن التفاوض الأميركي "الواقعي" مع "حماس"، هو ربح صافٍ في مكان ما، لفصائل شرق أوسطية مسلّحة أخرى، تنشط على الساحات الفلسطينية واللبنانية والسورية والعراقية واليمنية، لكونه قد يُفيد تلك الكيانات العسكرية أيضاً.
فهل يقوم ترامب، من خلال انفتاحه على "حماس"، بالتفاوض مع كل باقي التنظيمات المسلّحة، ومع مشاريعها السياسية والإيديولوجية والعسكرية؟ وهل هذا يعني أن مشاريع الحروب ستتجدّد في المنطقة بوجوه أخرى جديدة مستقبلاً؟
لا مجال؟
اعتبر مصدر مُتابع أن "الولايات المتحدة الأميركية تتفاوض مع "حماس" من أجل الرهائن. ولكن هذا لا ينزع عن الحركة صفة أنه غير مرغوب بها كمنظمة عسكرية. فكيف ستتطور الأمور لاحقاً؟ هذا يرتبط بمرجعيّتَيْن، الأولى أميركية، والثانية إسرائيلية".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لا قدرة للحوثيين ولكل باقي الفصائل المسلّحة في الشرق الأوسط، على أن تنهض من جديد، من جراء المفاوضات الأميركية مع "حماس". فتلك التنظيمات كانت تنعم برعاية إقليمية كبيرة من إيران، ومن الرئيس السوري السابق بشار الأسد. فيما كان يمدّ بعضها البعض الآخر بمساعدات مالية وبخبرات عسكرية أيضاً في السابق. ولكنها تلقّت كلّها ضربات كبرى".
وختم:"لم يَعُد بمقدور تلك التنظيمات أن تقف على أرجلها مجدداً. وفي كل مرة تتقدّم الدول التي تنشط فيها تلك الفصائل، وتتحسّن أوضاعها وأحوال حكوماتها وحكمها، كلّما زاد ضعف الميليشيات. ومن هذا المنطلق، لا مجال للعودة الى ما كان يحصل خلال العقود السابقة".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|