الشمال والبقاع بموازاة الجنوب... مستقبل أمني وسياسي لبناني جديد؟
بعد الأسئلة الكثيرة التي تُحيط بمستقبل الجنوب اللبناني، ها ان الشمال اللبناني والبقاع اللبناني، ينضمّان بدورهما الى دائرة الترقّب، والحذر، والقلق.
التوغُّل داخل لبنان...
صحيح أن جولة المعارك السورية - السورية تسلك طريق خواتيمها بحسب أكثر من مؤشّر، إلا أن الأمور لا تقتصر على جولة قتال، ولا على تسوية من هنا وأخرى من هناك، في وقت تكثر فيه بعض التصريحات السورية والمعطيات عن تدفُّق مقاتلين وأسلحة من الداخل اللبناني الى داخل الأراضي السورية، في كل جولة قتال تحصل بالميدان السوري منذ سقوط نظام آل الأسد.
فتلك التصريحات المتكرّرة مُقلِقَة، نظراً لما قد يُعطى من أوامر للفصائل السورية المسلّحة مستقبلاً، من أجل التوغُّل داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بهدف منع التهديدات "الداخِلَة" الى سوريا عبر لبنان.
ففي تلك الحالة، سيُصبح البقاع، وربما الشمال، مناطق لبنانية مُضطربة، بعد الجنوب اللبناني، بشكل سيوجّه المشهد الأمني والسياسي في لبنان نحو اتّجاهات مختلفة في الآتي من المراحل.
مظلّة واحدة؟
استبعد النائب السابق والعميد المتقاعد وهبه قاطيشا أن "تصل الأمور الى هذا الحدّ. من الممكن أن يكون هناك تهريب أسلحة من لبنان الى فلول نظام الأسد في سوريا، عبر جهات مسلّحة وحليفة لإيران تؤيدهم هنا. ولكن من غير المرجّح أن تتطور الأمور لدرجة دخول عناصر سورية للقتال على الأراضي اللبنانية لهذا السبب. فالحكومة السورية مُنشغلة بوضعها الداخلي، ولكنها قادرة على الإمساك بالحدود السورية مع لبنان".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "صحيح أن من يسيطرون على سوريا أمنياً اليوم، غير موحّدين تماماً، إلا أن هناك مظلّة سورية رسمية واحدة للجميع. كما أن حكومتهم تضبطهم، وهم يقومون بردّات فعل على الفوضى التي يُحدثها فلول الأسد، وبعض التدخلات الخارجية الداعمة لتلك الفلول. ولكن هناك قراراً بتأسيس دولة في سوريا، بدعم إقليمي عربي، ودولي".
أوهام إيرانية
وأوضح قاطيشا أن "الأوضاع الأمنية مُستتبّة في جنوب لبنان حالياً. وما يحصل من حين لآخر ليس أكثر من عمليات محددة مرتبطة بالصراع بين "حزب الله" وإسرائيل، من دون أن تؤثر على الأمن بشكل عام. وأما في الشمال، فقد نزح علوين من سوريا الى قرى لبنانية لناحية عكار وجبل محسن، بسبب الخوف من الأحداث الأمنية السورية. ولكنهم سيرجعون الى بلدهم عندما يعود الأمن الى مناطقهم هناك، وهم لن يتسبّبوا بحالة أمنية، خصوصاً أنهم يعيشون ضمن إطار سنّي واسع".
وأضاف:"في البقاع، يبدو أن "حزب الله" فقد القدرة على التحرّك بعدما انقطعت طُرُق دعمه المالي والعسكري من جهة سوريا. وبالتالي، لا أعتقد أنه قادر على القيام بعمل أمني كبير".
وختم:"جرت محاولات أمنية من خلال الساحل السوري، إذ كان يأمل البعض بأن يلاقيهم "حزب الله" من لبنان، وغيره من الفصائل المسلّحة من العراق. ولكن باتت كل تلك المحاولات أوهاماً الآن، بعدما انتهت اللّعبة الإيرانية على مستوى المنطقة".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|