"لبنان ليس مفلساً"... عون: لا يمكن محاربة الفساد بدون قضاء نزيه

أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون، اليوم الأثنين أن "ما نسعى إليه في المرحلة المقبلة هو أن يكون الأكفاء في المراكز التي يستحقونها، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والسياسية"، مشيرًا إلى أن "لبنان يمتلك فائضًا من الكفاءات، ويجب علينا تحسين توظيفها".

وكان الرئيس عون قد استقبل بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدًا من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر، داعيًا إياهم لأن يكونوا "الجهة التي تنتقد عمل الحكومة، ولكن بشكل بناء، واستنادًا إلى المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية".

وتطرق الرئيس عون إلى الوضع الاقتصادي في لبنان، مؤكدًا أن "لبنان ليس مفلسًا، بل حكامه أساؤوا استخدام مقدراته"، وأضاف: "سنعمل على الإصلاح ولكن النتائج المطلوبة مرهونة بالاستقلال الأخلاقي لدى القضاة".

وأكد أنه "لا يمكن محاربة الفساد بدون قضاء نزيه".

وفيما يخص ملف العمالة السورية، أشار رئيس الجمهورية إلى أن "المواطنين يتحملون جزءًا من المسؤولية في ذلك، حيث يفضلون اللجوء إلى اليد العاملة السورية بدلًا من إعطاء الفرصة لأبناء بلدهم".

من جهته، أكد بشارة الأسمر في مستهل اللقاء أن الزيارة هي "تهنئة بانتخابكم وبعودة الحياة الدستورية إلى البلد"، مضيفًا أن الاتحاد العمالي العام يمثل جميع نقابات لبنان، وهو الهيئة الأكثر تمثيلًا لعمال لبنان.

وأشار الأسمر إلى أن "الحركة العمالية عانت، وما تزال تعاني، من الانهيار الاقتصادي، والتهرب الضريبي، والاقتصاد الأسود الناجم عن التهريب، ومن الفساد وعدم الانتظام المؤسساتي والصراع بين السلطات"، لافتًا إلى "أن العمال هم الطبقة الأكثر تضررًا، بما في ذلك 90% من الشعب اللبناني".

وأضاف أن الاتحاد العمالي العام "يتطلع إلى تعاون جدي ضمن مبدأ فصل السلطات والاحترام المتبادل"، مشيرًا إلى "أهمية القضاء النزيه المستقل"، وأكد على "ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانهيار المالي والاقتصادي والعمل على إعادة أموال المودعين".

وتطرق الأسمر إلى قضية إعطاء الفرصة للشباب اللبناني في سوق العمل، مشيدًا بدور الرئيس عون في إعادة الحياة للمؤسسات الاستثمارية مثل المرفأ، وأكد على ضرورة "دعم البلديات وتنمية المناطق".

كما لفت الأسمر إلى أهمية استنهاض المؤسسات الصحية والاجتماعية، ودعا إلى رفع الحد الأدنى للأجور وتوفير فرص عمل جديدة.

وتابع اللقاء مع النائب أديب عبد المسيح الذي عرض الأوضاع العامة في البلاد وتأثيرات ما يجري في سوريا على لبنان، كما تطرق البحث إلى الوضع في الجنوب وحاجات منطقة الكورة في التعيينات الإدارية.

وفي قصر بعبدا، اجتمع الرئيس عون أيضًا مع النائب إيهاب مطر، حيث تم بحث زيارة رئيس الجمهورية إلى السعودية والقاهرة، بالإضافة إلى حاجات الشمال في مجالي الأمن والتنمية.

وأخيرًا، التقى الرئيس عون النائب وائل أبو فاعور، حيث تم بحث الأوضاع في الجنوب والتطورات على الحدود الشمالية والشرقية.