قبل الدستور وإعادة الإعمار... مصالحة سورية ضرورية بعد أعمال دموية كارثية...

هل يكفي الإعلان عن تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث الأخيرة التي حصلت في سوريا، والتي ستطبعها الذاكرة السورية كواحدة من الحقبات المحليّة الأكثر دموية؟

إراقة الدماء

وهل يمكن للجنة تحقيق تدقّق وتجمع المعلومات وتُحيل الى المحاكمات (ربما)... أن تبلسم الجرح السوري الأخير، خصوصاً أن الدماء السورية سالت بشكل مأساوي وكارثي عنيف بأيادٍ داخلية؟ أم ان آخر ما حدث في سوريا، معطوفاً على كل الانتهاكات والمجازر التي شهدتها الأراضي السورية خلال أعوام الحرب الأخيرة، تتطلّب مصارحة ومصالحة سورية - سورية، وذلك قبل الحديث عن اقتصاد، ومال، وأعمال، واستثمارات، وإعادة إعمار، ودستور، وحكم...؟

ومن هو الطرف السوري القادر على الدعوة الى مثل تلك المصالحة والمصارحة، وذلك بعدما تورّطت معظم الأطراف السورية الوازِنَة وصاحبة الكلمة الفصل بالحكم السوري، بتبادُل أعمال إراقة الدماء؟ وهل يمكن لمؤتمر مثلاً، أن يشكل مُنطلقاً لمصالحة سورية - سورية؟ وإذا لم يَكُن مستحيلاً عقد مثل هذا المؤتمر، فبرعاية من يمكنه أن يكون؟ قطر، أم تركيا، أم الدوحة وأنقرة معاً؟ وماذا عن دور الإمارات والسعودية ومصر في تلك الحالة؟ وأين ستقف إيران، وعلى أي مسافة، من هذا النوع من المؤتمرات بشأن سوريا؟ وماذا عن الولايات المتحدة الأميركية مثلاً، والدول الأوروبية، وروسيا والصين؟

معالم جديدة...

اعتبر مصدر مُطَّلِع أن "المصالحة السورية ممكنة جداً رغم كل ما جرى خلال الأيام والسنوات الماضية، إذا عاد الأمر الى أبناء سوريا أنفسهم".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "يُخشى دائماً من تحكُّم المصالح الإقليمية الخارجة عن سوريا، بالوضع السوري، بشكل يجرّ الى مزيد من الاضطرابات والمشاكل هناك. فما جرى للعلويين مؤخراً كان مؤشّراً كبيراً. وأحداث الساحل السوري مُفتعَلَة في مكان ما، إذ كان الهدف منها البعث برسائل واضحة للنظام الجديد في سوريا، تقول له إن مفتاح الاستقرار ليس في يده".

وختم:"ما يحصل مع الدروز هو مؤشّر لا يُستهان به أيضاً. فالطائفة الدرزية تُحرَّض على الحكم السوري الجديد، وهذا من صنع خارجي، هو إسرائيلي بشكل أساسي. فإسرائيل تدّعي أنها تأخذ على عاتقها وتفرض على نفسها حماية الدروز. وهذا عامل واضح في محاولة رسم معالم جديدة للدولة السورية".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"