التفاوض تحت الضغط... ردّ يحمل في طياته "رسائل خطيرة"
في خطوة غير متوقعة، خرج الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بتصريح قوي ردًا على دعوات التفاوض التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معلنًا رفضًا قاطعًا لأي مفاوضات تحت الضغط، ما يطرح تساؤلات حول دلالات وتأثير هذا الموقف على السياسة الإيرانية داخليًا وخارجيًا.
الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، د. خالد الحاج، يكشف في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أبعاد هذا الموقف ويحلل تداعياته على العلاقات الإيرانية الأميركية والأوضاع الداخلية، مؤكدًا أن "رد الرئيس الإيراني على دعوات التفاوض من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يعكس حالة من التخبط الواضح داخل الأوساط السياسية الإيرانية، هذا الرد الحاد، الذي رفض فيه أي تفاوض تحت الضغط، لا يمكن فصله عن التطورات الداخلية والخارجية التي تشهدها طهران، ويكشف عن تباين واضح في وجهات النظر بين القيادات الإيرانية بشأن كيفية التعامل مع الضغوط الأميركية المتزايدة".
ويرى أن "التصعيد اللفظي الذي اعتمده الرئيس الإيراني في رفضه لدعوات التفاوض، حيث قال بوضوح "إفعل ما تشاء"، يعكس حالة من التوتر والارتباك في صنع القرار الإيراني، فرغم أن هذا الرد قد يبدو كتحدٍ مباشر، إلّا أنه يحمل في طياته مؤشرات على غياب استراتيجية موحدة للتعامل مع التهديدات الأميركية، تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي، التي شددت على رفض أي تفاوض تحت الضغط، تتماشى مع هذا الموقف، لكن في الوقت ذاته تترك مساحة للشك في قدرة إيران على الحفاظ على هذا الموقف في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة".
ويشير الحاج إلى أن "التخبط الإيراني يتجلى أيضًا في تباين المواقف داخل النظام، فبينما يصر بعض المسؤولين على تبني موقف متشدد يرفض أي حوار مع واشنطن قبل رفع العقوبات، يظهر آخرون مرونة نسبية في البحث عن حلول دبلوماسية، هذا الانقسام يعكس صراعًا داخليًا بين التيار المحافظ المتشدد والتيار الإصلاحي، الذي يسعى لتجنب المزيد من العزلة الدولية".
من جهة أخرى، يلفت إلى أن "هذا التخبط لا ينفصل عن الوضع الداخلي المتأزم في إيران، حيث يعاني الاقتصاد من تدهور متسارع نتيجة العقوبات الأميركية، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة، إضافة إلى الاحتجاجات الشعبية المتكررة، هذه العوامل جميعها تضغط على القيادة الإيرانية لاتخاذ مواقف أكثر حذرًا وحكمة، لكن بدلًا من ذلك، يبدو أن الردود الإيرانية تتجه نحو التصعيد اللفظي الذي يزيد من حدة التوترات بدلًا من تهدئتها".
وبرأي الحاج، "التخبط على الصعيد الإقليمي يعكس ضعفًا في قدرة إيران على الحفاظ على تحالفاتها التقليدية، فالموقف الإيراني المتشدد يجعل من الصعب على طهران كسب دعم دولي لسياساتها، خصوصًا في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، ومع تصاعد التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة، تجد إيران نفسها في موقف صعب يحد من قدرتها على المناورة الدبلوماسية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|