عربي ودولي

بين الواقعية و"الفوبيا"... بزشكيان نطق بما تجنّب رؤساء الدول الديموقراطية قوله بصراحة...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

  بمعزل عن ماهيّة النظام الإيراني الحالي الذي ساهم بإشعال الشرق الأوسط خلال محطات وظروف عدة، على مدى العقود الأربعة الماضية. وبغضّ النّظر عن واقعه الإيديولوجي، وصبغته الغير ديموقراطية، والتي لا تركز على ملفات حقوق الإنسان، بل تسخّر الإنسان لتستعمله ضمن أُطُر معيّنة... (بمعزل عن كل ذلك)، لا بدّ من عدم المرور بسهولة أمام ما قاله الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، عن أنه لا يرغب بالتحدّث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لافتاً في هذا السياق الى طريقة تعامله مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في "البيت الأبيض"، قبل أقلّ من أسبوعَيْن.

 شخص ترامب...

فبزشكيان اعتبر أن ما فعله ترامب هو أمر مُخزٍ حقاً، على مستوى أن يواجه شخصاً (زيلينسكي) بهذه الطريقة. وهو (بزشكيان) استند الى اللّقاء العاصف الذي زخر بـ "ديبلوماسية الإهانة" التي اعتمدها الرئيس الأميركي مع نظيره الأوكراني، ليقول (بزشكيان) إنه يرفض الجلوس مع ترامب للتحدّث معه.

في الشكل، قد يكون ترامب نجح في خلق "فوبيا" معيّنة من شخصه وأسلوبه الخاص، ومن الولايات المتحدة الأميركية خلال مدّة حكمه. وقد تكون تلك "الفوبيا" مُفيدة له ولواشنطن، في بعض الملفات والأمور، لا سيّما أن استراتيجيّة الرئيس الأميركي في التفاوض مع الآخر، هي إخافة الخصم قبل الجلوس معه.

وأما في المضمون، وبمعزل عن واقع النظام الإيراني، يُسجَّل لرئيس إيران أن يذكر تلك الواقعة وأن ينتقدها، رغم أنه رئيس دولة غير ديموقراطية وغير حرّة، وذلك فيما صمت رؤساء معظم دول العالم عن الإهانة، وحتى أولئك الذين يحكمون في بلدان ديموقراطية وحرّة. فهؤلاء اكتفوا بالتعبير عن دعمهم لأوكرانيا في وجه روسيا، وبالدعوة الى سلام عادل فيها، بعد إهانات ترامب للرئيس الأوكراني، وذلك من دون أن ينتقدوا شخص ترامب، ولا الطريقة التي تعامل بها مع رئيس أوكرانيا، في شكل مباشر.

استقالات واضطرابات

تعتبر أوساط مُتابِعَة أن الحركة السياسية في إيران موجودة دائماً، وذلك بمعزل عن طبيعة النظام، بحدّ ذاته.

فعلى سبيل المثال، وفي ذروة الضّغوط الإقليمية والدولية التي تتطلّب إظهار وحدة داخلية لا جدل في شأنها، استقال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف من منصبه. كما تمّت إقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي، على خلفية تدهور الاقتصاد الإيراني. وهذه حركة داخلية لا يُستهان بها في أوان الحاجة الى استقرار غير مسبوق، وسط الاضطرابات الكثيرة التي تُحيط بالدولة الإيرانية وبمشروعها الإقليمي.

وحتى على مستوى رفض الجلوس مع ترامب والحديث معه، يبدّل بزشكيان رأيه، بين قوله مرة إنه شخصياً يفضّل التفاوض مع الأميركيين، وبين تغيير موقفه في مرة أخرى، عندما يرفض المرشد الإيراني علي خامنئي التفاوض في ظلّ الضّغوط القصوى.

وتؤكد الأوساط أن الموقف الإيراني الداخلي يبدو موحّداً بإدارة المرشد، وبإمرته. وأما من الناحية العملية، فهناك مجموعة كبيرة من الواقعيين السياسيين في إيران، الذين يظهرون في ظروف كثيرة، وفي المواقف تجاه قضايا دولية مختلفة، سياسية واقتصادية وعسكرية.

التسليم بالفوضى...

قد يعبّر انتقاد بزشكيان لشخص ترامب عن "فوبيا" معيّنة من السّقوط في موقف مُشابِه لذاك الذي مرّ زيلينسكي به مؤخراً، إلا أنه يُسجَّل للرئيس الإيراني أنه تكلّم بصراحة ووضوح، ووصّف أسلوب ترامب المُهين خلال اللّقاء مع نظيره الأوكراني، في وقت فضّل فيه معظم زعماء بلدان العالم الحرّ أن يدعموا كييف، من دون أن ينتقدوا شخص الرئيس الأميركي الذي يُهينهم وشعوبهم وبلدانهم، عندما تتوفّر له الفرصة.

فلا شيء أسوأ من أن يسلّم الإنسان العالمي بالأسلوب الفوضوي لأي دولة أو رئيس، مهما كانت تلك الدولة قوية، ومهما كان رئيسها يختصرها بشخصه.

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا