بالفيديو - "زيارة دينية ولقاء أقارب".. وفد من دروز سوريا يدخل "إسرائيل"!
وزارة الخارجية “لبنانية” تُقلق “الحزب”!
من الواضح أن “حزب الله” يشعر بعد تشكيل الحكومة أنه فقد عنصراً مهماً ورثه من النظام السوري عندما كان يحتل لبنان، وهو السياسة الخارجية للبنان التي تعاقب فيها وزراء متناغمون مع مشروع “الحزب” أو صامتون خائفون وعاجزون. ويبدو أنها المرة الأولى بعد فترة طويلة، امتدت 45 عاماً، يأتي إلى “الخارجية” وزير سيادي مئة في المئة، يسمّي الأمور بأسمائها، ومتحرر من سطوة “الحزب”، هو جوزاف رجي.
لذلك، يشنّ “الحزب” حملة شعواء ضده، وقد أفرد له أمينه العام نعيم قاسم في كلمته ما لا يقل عن 5 دقائق، قائلاً: “2000 خرق اسرائيلي حتى الآن وعلى وزير الخارجية أن يتحدث عن الخروق الاسرائيلية، وهو يُعطي الذريعة لاسرائيل، ونحن لن نتوقّف عن المقاومة”. وطبعاً سبقت ذلك، اطلالة لرجي في مقابلة تلفزيونية مع الاعلامي مارسيل غانم، وعد فيها بقول الحقيقة مهما كانت صعبة بأسلوب الرئيس الشهيد بشير الجميّل، ولاقى كلامه ترحيباً من الشعب اللبناني من جهة، وانتقاداً كبيراً من محور الممانعة عموماً و”الحزب” خصوصاً من جهة أخرى.
صحيح أن “القوات اللبنانية” اختارت رجي بالتوافق مع الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، إلا أن رجي ليس منتسباً إلى “القوات” ولا يتكلّم باسمها، وقد يكون متفاهماً على مبادئ ومسلّمات سياسية تؤمن بها “القوات”، لكن شخصية سياسية مقرّبة منه تؤكّد أنه وزير لا ترتبط أجندته بأي “حزب”، بل يعمل لمصلحة الدولة اللبنانية وفق الدستور وما تنصّ عليه القرارات الدولية، وكان ردّه على قاسم أكبر دليل على ذلك، متسائلاً ما إذا كان قول الحقيقة ورسم صورة الواقع صادماً إلى هذا الحد. ولفت إلى أن “الدولة التي التزمت في خطاب القسم أو البيان الوزاري تحمل مسؤوليتها في تحرير الأراضي اللبنانية وبسط سلطتها كاملة، تعتزم القيام بذلك فعلاً وليس قولاً. وهذا يتطلب اعتماد الخيارات المتاحة أمامها باللجوء إلى الضغط السياسي والديبلوماسي، في ظل عدم وجود خيارات أخرى”.
وفي الواقع، يؤمن رجّي بالمقاومة الديبلوماسية لإخراج اسرائيل من لبنان، وحتماً هذا ما يُركّز عليه الرئيسان عون وسلام، وتلتقي “القوات” معه في هذا الخيار. من هنا تبدو انتقادات قاسم لرجّي، ليس لأنه وزير محسوب على “القوات”، إنما لأنه يعبّر عن مشروع الدولة لا الدويلة، وفق الشخصية التي تعرف توجّهاته بعمق، ومن المؤكّد أن رجي ليس من طينة الوزراء الذين يرضون “الحزب”، فهو يريد وزراء مؤمنين بمشروعه ويدافعون عن محور الممانعة أو على الأقل، وزراء لا يتكلمون بوضوح بل بلغة ملتبسة.
لقد تحرّرت وزارة الخارجية مع رجّي من التبعيّة للنظام البعثي السوري السابق وايران، وهذا تطوّر نوعيّ، يُقلق “الحزب” كثيراً، وهو يشعر أن سياسة هذا الوزير تنطلق من قناعات “دولتيّة” ومبدأيّة ودستوريّة، وكان من البديهي أن يهاجمه قاسم بضراوة لإسكاته أو ليكون عبرة لسواه، إلا أن رجي معروف بشجاعته واستقامته ولا يرتدي قناعاً، لذا استمر في إطلاق مواقف منسجة مع البيان الوزاري، منتقداً “الحزب” الذي يعتمد سياسة النعامة التي لن تنقذ لبنان الخاضع لضغط دولي هائل يشترط أي مساعدات أو تمويل بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة!
لا تتدخل “القوات” في عمل الوزير الديبلوماسي، وهو شكّل فريق عمل يناسبه من دون تدخّل أحد، لكن هذا لا يمنع التواصل والعمل مع “القوات” على المستويات كلّها، وهي تدعم رجّي في كل خطواته، وخصوصاً أنه يرافق الرئيس عون في كل جولاته الخارجية، والعلاقة بين الرجلين ممتازة.
واللافت أن جهود رجي تنصبّ حالياً على ربط لبنان بالخارج بعدما أمعنت الممارسات السابقة في عزله. وتشير الشخصية المقرّبة من رجي الى أنه يحاول أن يُسلّط الضوء على دور لبنان كنموذج تعددي مجتمعياً وتشاركي سلطوياً وحيادي وطنياً.
ولن ينتهي شدّ الحبال بين رجّي و”الحزب”، والمواجهات الكلامية ستستمر طالما أن الأخير متمسّك بمشروعه الخارجي الخاص الذي دمّر لبنان على حساب الدولة اللبنانية. وتوضح الشخصية المقربة من رجي أن من أعطى ذريعة لاسرائيل ليس وزير الخارجية ولا الدولة اللبنانية، إنما مَن يتمسّك بسلاحه، ويتولى توزيع الأدوار بينه وبين إسرائيل، فليس وزير الخارجية مَن أعلن حرب الإسناد، وليس وزير الخارجية مَن دعا إلى احتلال الجليل، وليس وزير الخارجية مَن صرّح بأنها أوهن مِن بيت العنكبوب، ولا هو الذي ورّط لبنان في حرب أدّت إلى الاحتلال الاسرائيلي.
وفي وقت يكثر فيه الكلام عن التطبيع مع اسرائيل، يلتزم رجّي بما يتوافق عليه كل أطياف الشعب اللبناني والحكومة مجتمعة.
ويتمتع رجي بسمعة حسنة في السلك الديبلوماسي، وانطلاقاً من مسيرته في وزارة الخارجية، يعرف كل الثغرات ونقاط الخلل، وسيعالجها وفق رؤية اصلاحية بعدما عاث فيها بعض الوزراء السابقين فساداً.
امتعاض “الحزب” يعكس قلقاً لدى مرجعيته الايرانية التي تشعر أن القرار الرسمي عاد إلى الدولة اللبنانية وتحرر من “سلبطة” الثنائي الحزبي الشيعي، ووزارة الخارجية عادت كما في أيام الوزير السابق فؤاد بطرس، تمثّل صوت لبنان في الخارج.
يُعبّر رجي عن دولة سيدة ومستقلة، بعيداً عن شعارات محور الممانعة “وحدة المسار والمصير” في المرحلة الأولى، وعن “جيش وشعب ومقاومة” في المرحلة الثانية، وبالتالي لن يكون لبنان بعد اليوم، ملحقاً بمحور الممانعة بل دولة قائمة بذاتها ولها أولوياتها وسياساتها ومقارباتها.
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|