هل تجتاح الإنفلونزا المدارس؟
هل عادت الانفلونزا الى الساحة؟ هل فعلاً تجتاح الـH1N1 المدارس؟ وما حقيقة اقفال عدد من مدارس النبطية وبنت جبيل بسبب تزايد اعداد الاصابات بين طلابها؟
في الحقيقة، فإن الانفلونزا تجتاح المدارس في هذه الأيام. إصابات «بالجملة» تسجّل يومياً ومدارس عديدة أقفلت أبوابها، بينها ثانوية أجيال، «المقاصد» و»الراهبات»، والحبل على الجرّار، خصوصاً وأنّ عوارض الإصابة قاسية ومعدية. أحد لا ينكر حجم الانتشار الذي يصيب بنسبة كبيرة الأطفال دون سن العاشرة والعوارض تستدعي ادخال بعضهم المستشفيات.
لا تخفي الطبيبة ايناس واقع الحال، وتؤكد أنّ معظم اصابات الانفلونزا التي تصل إلى مستشفى النبطية الحكومي، هي من فصيلة type A التي تستدعي العزل وبعضها من فصيلة type B وتتطلّب مزيداً من الوقاية. بالنسبة لها، فإن الانفلونزا اختفت مع «كورونا» وعادت لتظهر مع تراجع تدابير الوقاية والامتناع عن وضع الكمامة، وتشير إلى أنّ الاطفال في المدارس هم الأكثر عرضة للاصابة، وتعيد السبب إلى توقف الاهل عن تلقيح أولادهم بلقاح «الكريب» بسبب ارتفاع ثمنه وقد وصل الى حدود الـ300 الف ليرة، ما سرّع عملية الانتشار الواسعة، والأخطر أنّ أدوية علاجه باهظة الثمن ومعظم المصابين يلجأون الى الزهورات والاعشاب.
في وقت كانت العين على وصول الـ»كوليرا»، اقتحمت الانفلونزا المدارس والقرى، ضاربة بعرض الحائط كلّ الاستقرار الصحّي، لتفرض من جديد الكمامة والوقاية الصحية المشدّدة. ورغم كل هذه الاصابات لم تتدخّل وزارة الصحة ولا وزارة التربية بعد، على قاعدة «لا داعي للهلع»، حتى انهما لم يكلّفا نفسيها عناء التواصل مع المدارس للتأكّد من واقع الطلاب الصحي، على ما يقول رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزّي مؤكداً أنه سيعقد لقاء مع مدراء المدارس للوقوف على واقع الاصابات وما اذا كان الوضع مستتبّاً أو يستدعي فرض خطة وقائية جديدة.
بحسبه، الاصابات كثيرة مقارنة مع العام الماضي غير أنّه يستبعد أن تكون جميعها من فصيلة H1N1 لأنّ معظمها لم يخضع لفحص الدم، ويؤكّد أنّ «الحركة عادية في بنت جبيل وليس كما يحاول البعض التسويق أن حالة تفشٍّ خطيرة وقرى برمتها تقفل»، و»في حال وجود خطر سنتواصل مع وزارتي التربية والصحة لاتخاذ كل الاجراءات المطلوبة».
رغم كلّ الاعداد التي تسجّل يومياً، بقي الأمر في نظر المعنيين «تحت السيطرة»، رغم أنّ مصادر صحية تؤكد وجود اصابات H1N1 في مستشفى النبطية، الا أنّ وزارة الصحة تجزم أن لا اصابات سجّلت لديها وأنّ الترصد الوبائي لم يتلقّ أي شيء بهذا الخصوص، لافتة الى أنّ الوضع تحت السيطرة والانفلونزا فيروس موسمي غير خطير، يستوطن هذا الوقت من السنة، مشيرة إلى أنّ ما يجري هو تضخيم اعلامي لا اكثر، وأنّ الوضع في بنت جبيل والنبطية مستتب.
بعد «كورونا»، الانفلونزا دخلت على الخط، سبقت الـ»كوليرا» بأشواط، ما يعني أنّ زمن الكمامة قد عاد لأنّ علاج الانفلونزا خارج قدرة عائلات كثيرة، فهل تتدخّل الوزارة قبل تدحرج الوضع؟ أم تبقى على قرارها «لا داعي للهلع»؟
نداء الوطن - رمال جوني
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|