"التلغراف": أسماء الأسد تموت... والسرطان يهاجمها بشراسة هذه المرة
السفير السوري: إسرائيل لا تستثني لبنان ولا سوريا الا بقصد الوقيعة والتفرقة
أوضح السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي، أن "إسرائيل لا تستثني لبنان ولا سوريا الا بقصد الوقيعة والتفرقة لكي تستقوي على أي منهما، وكذلك أدوات كل القوى المتربصة بالمنطقة وبسوريا وخصوصا الإرهاب التكفيري والحرب الاشرس التي يواجهها وطن في هذا العصر وربما في التاريخ".
كلام السفير علي جاء في مناسبة تكريمه من قبل "الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة"، حيث عقدت اجتماعا موسعاً في السفارة السورية خصصته لتكريمه مع انتهاء ممهاته في لبنان، في حضور الوزير النائب السابق بشارة مرهج، المنسق العام للحملة معن بشور، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين، عضو الأمانة العامة لـ"المؤتمر القومي العربي" فيصل درنيقة وشخصيات وهيئات لبنانية وفلسطينية.
والقى علي كلمة استهلها بالقول: "الوداع لا أحبه، وانا لا اراكم مودعين ولا اراني مودعاً، انتم اخوة وأصدقاء ورفاق، وبيروت كما دمشق كما يقول شاعر كبير فنحن كبيت الشعر شطر دمشق على شفة الدنيا وبيروت شطره.
وأضاف: "السنوات التي شرفت بتمثيل وطني وقيادتي ورئيسي في هذا البلد العزيز هي سنوات ملأى بالتحديات والمطبات والمواجهات وبكل صمود المعاناة التي يمكن ان يواجهها ديبلوماسي في وطن هو وطن توأم، وشعب هو شعب توأم، سوريا ولبنان شعب واحد، العائلات واحدة، وشاهد القربى اكثر من ان تعد وتحصى، والتحديات واحدة، والاعداء يوحدون حتى لو كانت في هذا البلد بعض الأصوات تريد ان تأخذه في غير اتجاه".
وتابع: "إسرائيل لا تستثني لبنان ولا سوريا الا بقصد الوقيعة والتفرقة لكي تستقوي على أي منهما، وكذلك أدوات كل القوى المتربصة بالمنطقة وبسوريا وخصوصا الإرهاب التكفيري والحرب الاشرس التي يواجهها وطن في هذا العصر وربما في التاريخ".
وقال: "كان لبنان مستهدفاً كما سوريا في الحرب الإرهابية التكفيرية التي مولتها قوى كونية، وكانت إسرائيل ضمن هذه القوى وضمن من استخدام الطبابة والسلاح والاستخبارات برعاية أميركية أوروبية، وكلكم يعلم ان سوريا الى 15 آذار 2011 كانت بلد الاكتفاء الرقم واحد في الشرق الأوسط ، ليست الاغنى ولكنها الأكثر اكتفاءً، كانت سوريا مضاءة من أقصى قرية في البوكمال الى اقصى قرية في الجولان الى كل سوريا. سوريا كان فيها نهضة تعليمية ونهضة اقتصادية، كانت سوريا بلد الأمان المتقدم الكثير من الدول الاسكندينافية، سورية كانت الثاني او الثالث من حيث الأمان. صبية تقود سيارتها من دمشق الى دير الزور في منتصف الليل لم يكن يعترض احد، اذا ما رتب لسوريا لانه كان لها دور في الدفاع عن قضايا الامة، في النهوض بشعبها، سوريا كما مصر كما العراق كما اليمن كما ايران كما دول كثيرة فيها حضارات كثيرة. احدى نهاية الحضارات في الدنيا هذه البلاد التي نحن فيها وسوريا ولبنان ارض فيها الحضارة مشتركة، والعائلات مشتركة والتحديات مشتركة".
وأضاف: "سوريا صمدت وعلى رأسها رجل لم تهتز اعصابه كان له رؤية بعيدة المدى، كان فيه وطنية واستقواء بوطنية يعرف فيها جدارة جيشه واحتضان شعبه لجيشه ولقيادته، وكان هنالك جيش من الكتّاب والمفكرين ايضاً هم مع وطنهم، وجيش من الديبلوماسيين نجح في الحفاظ على سوريا في مواجهة أشرس حرب مركبة فيها الاعلام الذي يزوّر، وفيها الاستخبارات التي تضخ كل السموم، وفيها الحروب والحصار، الحصار الخانق على بلد كان صورة للاكتفاء والرخاء، وكل الوطن العربي كانت سوريا حاضنة له والملاليم التي كان يدفعها السوريون واشقاؤهم واخوتهم كانت سوريا تدفع الملايين. بلد لا يعرف الطائفية المسلم والمسيحي واليهودي أيضا يعيشون في سوريا يعرف احدهم الأخر ان هذا مسلم او مسيحي اذا التقوا في كنيسة او جامع، ومع ذلك كانت سوريا هذا الأمان الجميل الرائع، أصاب سوريا ما أصاب، اذا تعافت لا بد ان يلتحق بتعافيها كل اشقائها لأنها لا ترى النجاة لها بمفردها بقيت فلسطين بوصلة وبقي لبنان شقيقاً لا تفرط به سوريا تسامح حتى عندما يخطئ كثير من الاخوة لانها ترى ان هذا الشعب يجب ان يعي ان عدونا واحد سواء أكانت إسرائيل ام الإرهاب التكفيري ام الاطماع في تمزيق هذه البلدان والاستئثار بثرواتها سواء طبيعية او ثرواتها الفكرية والابداعية وهذه الأرض كل هذه الأرض منجم كبير للمبدعين اقتصاديين وفنانين وشعراء ورسامين، هذه البلاد سوريا بكل اصقاعها ومصر والبلاد العربية هذه البلاد فيها ما تفخر فيه الدنيا وليس فقط ما تفخر به سوريا والعراق ولبنان ومصر بل ما تفخر به الدنيا لذلك انا اطمئنكم ان ما صمدناه لن يذهب هدراً، فسوريا تستعيد عافيتها وقائدها رجل يملك رؤية للمستقبل، يملك فريقا من المواهب والغيارى على وطنهم وعلى امتهم لكي تنهض وتعيد بناء ما تخرب وما تهدم ولبنان في القلب دائما حتى لو أخطأ أبناؤه في حق انفسهم وفي حق سوريا، هم اخوة ، انا الحمد لله كل هذه السنوات على ما فيها من مطبات وقسوات واجهناها معاً وانا اكثر منكم لكن تركت رصيدا تحول إيجابا وانا اعتز به وانا احمل من صداقات واضاءات من الكويت والقاهرة وأبو ظبي ولبنان".
بشور
وافتتح اللقاء بشور بكلمة قال فيها: "لا يمكن ان نذكر فلسطين وقضايا الامة إلا ونذكر سوريا التي حملت هم فلسطين وقضايا الامة مدى عقود ودفعت وما زالت تدفع أغلى الأثمان بسبب ذلك وأخرها العدوان الصهيوني المستمر على أراضيها كالعدوان منذ يومين على مطار الشعيرات قرب حمص.
ولا يمكن في لبنان ان نذكر اسم سوريا إلا ونذكر العلاقات الأخوية المميّزة التي تربطها بلبنان، وأبرزها اتفاق الطائف ومعاهدة "الاخوة والتنسيق والتعاون" التي يتنكر لها البعض.
ولا يمكن الحديث عن هذه العلاقة المميّزة بين البلدين من دون التحدث عن دور مميّز لسعادة الصديق العزيز الدكتور علي عبد الكريم الذي قدّم نموذجاً مضيئاً لدور الديبلوماسي الرصين الهادئ المحّصن من الانزلاقات والتدخلات والمهاترات التي حاول البعض جره اليها".
وأضاف: "في أعوام الجمر في سوريا ولبنان والأمة كلها، ومدى 13 عاما، نجح السفير الصديق ان يسهم في إطفاء ما واجهه من حرائق ، وان يرفض صب الزيت على النيران المشتعلة بين البلدين على يد هذه الجهة او تلك، فترك الاثار الطيبة لدى العديد من اللبنانيين والفلسطينيين والمقيمين على ارضه حتى أمكن القول انه يغادر ارض لبنان دون ان يغادر قلوب أبنائه وعقولهم، وان ينتقل الى وطنه سوريا ممثلاً للشعب اللبناني فيها كما كان ممثلاً لسورية رئيساً وقيادة وشعباً في لبنان".
وتابع: "حين بدأ الحديث عن انشاء سفارات بين سوريا ولبنان انني قلت لاصدقاء كثر :" يا ريت تختار القيادة السورية سفيراً لبلادها في لبنان شخصية ثقافية وادبية مميزة الى جانب الكفاية السياسية والديبلوماسية، ولحسن الحظ كان اختيار دمشق لسعادة السفير تجاوباً مع هذا المطلب، تجاوب يجمع بين السياسة والخبرة الديبلوماسية وبين الشعر والثقافة والادب الرفيع".
ثم تولى إدارة اللقاء مقرر "الحملة الاهلية" الدكتور ناصر حيدر .
مرهج
وتحدث مرهج، فقال: "نشهد انك حوصرت كما حوصرت الشقيقة سوريا ، ونشهد انك قاومت وكسرت الحصار كما قاومت سوريا وكسرت الحصار بشعبها وجيشها وقيادتها ، كنت سفيراً لسوريا كما كنت سفيرا للبنان .
وأضاف: "كان هم البلدين يسكن الضمير والوجدان فكنت خير من أجتهد لحل المشاكل المستعصية واجتهدت لتحسين وتعزيز العلاقة بين البلدين الشقيقين اللذين كتب لهما القدر والحقيقة والتاريخ ان يكونا معاً في السراء والضراء، وان يواجها معا من موقع العروبة التقدمية الحضارية الإنسانية نهج التخلف والانعزال، وان يناضلا سوياً لرفع راية التضامن والاتحاد والوحدة سواء على الصعيد الوطني او القومي".
وختم: "العلاقة اللبنانية السورية تقدمت في الفترة التي خدمت فيها القطرين الشقيقين، لكن هذه العلاقة الوحدوية المصيرية يجب ان نعمل لها جميعاً في المرحلة المقبلة من اجل ان تأخذ مكانها الحقيقي ومن اجل ان يفيد منها الشعبان اللبناني والسوري".
وكانت كلمات لكل من المحامي زين وعضو "الحملة الاهلية" نمر الجزار. وألقى سماح مهدي كلمة الأحزاب والقوى الوطنية كما تحدث رئيس "حزب الوفاء اللبناني" احمد علوان وآخرون في المناسبة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|