قصي وفاليري في "من…إلى": مسلسل غير مُقنع بالمرّة!
بعد طول انتظار، بدأ يوم الاحد الماضي عرض مسلسل "من... إلى" على "شاهد VIP" وهو المسلسل الذي يقع في ثلاثين حلقة وكان اساساً مبرمجاً للبث خلال رمضان الفائت. العمل من بطولة قصي خولي، فاليري أبو شقرا ،
جوزيف بو نصّار، إيهاب شعبان ، فادي أبي سمرا ، علي منيمنة ، رامز أسود، رواد عليو، الياس الزايك، ومن تأليف وسيناريو وحوار بلال شحادات وفرح شيّا، اما الإخراج فلمجدي سميري. تدور قصة المسلسل حول وليد وهو
أستاذ رياضيات متواضع يجد نفسه في دوامة مظلمة عندما تقع مجزرة مروعة في منزله خلال الاحتفال بعيد ميلاد ابنه التاسع، وتختفي زوجته الحامل. وما ان يبدأ البحث عنها، حتى تتكشف أسرار ما كان يتصور وجودها.
من يشاهد الحلقات الاولى من العمل، لا بد من ان تتكون لديه قناعة بأن المسلسل غير مُقنع بتاتاً لا من حيث القصة ولا الاخراج ولا حتى اختيار الممثلين وادائهم. ويمكن هنا سرد الملاحظات التالية على ما شاهدناه حتى الان:
١-يبدو ان المخرج التونسي مجدي سميري مولع بتقديم لبنان بصورة غير منطقية لا تشبهه في تفاصيلها بأي شكل من الاشكال. فهو سبق ان قدم لنا قبل اشهر صورة عن لبنان تشبه الافلام الاميركية في مسلسل "٨ ايام"، وها هو
يقدم لنا صورة اخرى لا تشبه لبنان في زمن الانهيار على الاطلاق مع العلم ان احداث العمل يفترض انها تجري عام ٢٠٢٢ (تفاصيل العمل والتجهيزات في مركز قوى الامن الداخلي، الحديث عن شركات التأمين من دون ذكر
الفريش دولار، عمل استاذ سوري الجنسية في مدرسة لبنانية،…).
٢-يبدو ان شركة الصبّاح، منتجة العمل، باتت تهوى المراهنة في مسلسلاتها اللبنانية السورية المشتركة على نقطة انطلاق للاحداث من النادر جداً حصولها على ارض الواقع وتحديداً في لبنان، وبالتالي صعبة التصديق(نحن لسنا
امام مسلسل خيال علمي لنصدق اي شيء). فبعد حادث سقوط الطائرة في بحر لبنان في مطلع مسلسل "بيروت ٣٠٣"، ها نحن اليوم امام جريمة قتل جماعية راح ضحيتها اربعة اطفال وثلاث امهات في الحلقة الاولى من "من…
الى".
٣-الرهان على تكرار نجاح تجربة الثنائي قصي خولي-فاليري ابو شقرا بعد "لا حكم عليه" ليس في محله، و"مش كل مرة بتسلم الجرة". ففي "من…الى"، اداء خولي هو الاسوأ له منذ "جريمة شغف" وذلك بسبب ضعف النص
وركاكته وانتفاء وجود ادارة جيدة للممثلين في العمل(تشعرون وكأنه غير ملائم للدور وان الدور اصلاً غير مرسوم في الشكل الصحيح بانفعالاته وطريقة تفكيره) ، اما اداء ابو شقرا فحدّث ولا حرج عن "تسميع النص" وعن
المبالغة في تعابير الوجه من دون النجاح في ايصال الاحساس المطلوب للمشاهد، وهنا يمكن بكل راحة ضمير القول ان الحق يقع على عاتقها وعلى عاتق النص والاخراج بالتساوي.
تقول فاليري ابو شقرا عن دورها في العمل: "أقدم شخصية مي، المحامية التي لا وقت لديها للاهتمام بمظهرها الخارجي، إضافةً إلى كونها شخصية غامضة وقاسية إلى حدٍّ ما." وتتابع فاليري: "مي شخصية مليئة بالتحديات، تتعرف
على وليد خلال ظروف مشتركة، وثمة قضية واحدة تجمع بينهما."
ويقدم جوزيف بونصار دور إيهاب الذي يصفه قائلاً: "إيهاب مرتبط بالعديد من الشخصيات في المسلسل. وهو عموماً شخصية حيّة، نجد نماذج كثيرة لها في لبنان والبلدان المجاورة وكل دول العالم". ويضيف: "إذا كان ايهاب يجسد
شخصية ذات بعد إجرامي فهي شخصية موجودة هنا وفي بلدان أخرى، وإذ كان يقدم شخصية تاجر سلاح أو مخدرات فهي كذلك شخصية موجودة في أي مكان في بلدان العالم. هو شخص لئيم، باطني وحذر ومستعد للقيام بأي شيء
من أجل الوصول إلى هدفه." ويستطرد بونصار: "في الوقت نفسه نجد أن إيهاب شخص حذر يتظاهر بأن لا دور له في الشرور التي تحيط به ولكنه في واقع الأمر مَن يفتعل كل تلك الشرور. باختصار إيهاب شخصية مركّبة وهذا
ما شدّني لتأدية الدور."
اما إيهاب شعبان فيوضح: "ألعب دور عدي، الأخ الأصغر لوليد، وفي الحلقة الأولى تبدأ الفاجعة ما ينتج عنه ردة فعل سلبية من إيهاب تجاه العائلة والأخ، ولكن سرعان ما نلتقي مجدداً وتبدأ الأحداث بالتسارع لتحصيل حقنا من
جديد."
يلعب فادي أبي سمرا دور خليل العسل، أحد أقطاب المعارك التي تدور في العمل، ويستطرد حول الدور: "خليل صاحب مجموعة كازينوهات ومصالح ويتمتع بطموح لكسب المزيد من السلطة، يريد خليل الإنتقام من الماضي
واستعادة سلطته وقوته، ودوري في العمل محوري وغني بالتحديات وفيه تنوع بالمشاعر وخاصةً تلك الآتية من الماضي".
ويقول علي منيمنة عن دوره: "أقدم شخصية حسام وهو صديق وليد منذ الطفولة، ولكن يختار كلّ منهما حياة مختلفة عن الآخر وعندما يواجه وليد مصيبته، يلجأ إلى حسام الضابط في السلك العسكري، وهنا تبدأ التشعبات. فحسام
يريد المساعدة لكن ضمن إطار القانون."
تجدر الإشارة إلى أنّ النجم وائل كفوري أدّى شارة المسلسل التي تحمل عنوان "أوعى تخاف"، وهي من كلمات علي المولى وألحان صلاح الكردي وتوزيع عمر صبّاغ. وقد حصدت الأغنية لغاية كتابة هذه السطور أكثر من مليون
و٩٠٠ الف مشاهدة عبر قناة كفوري الرسمية على يوتيوب، ولا يرتقب ان تحقق النجاح الساحق نفسه الذي حققته اغنية وائل "كلنا مننجر" وكانت شارة مسلسل "داون تاون".
اذاً، انطلاقة "من…الى" لا تبشر بالخير ويبدو ان هذا المسلسل سيضاف فور انتهاء عرضه الى سلسلة الاعمال العربية المشتركة التي لا تقدم للمشاهد سوى ساعات طوال من "تعباية الهوا" ليس اكثر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|