"جبهة الحرية": ندعم الجيش اللبناني في مواجهة التحديات والاعتداءات على السيادة والأمن
بين بوتين وترامب.. هل تُرسم ملامح نظام عالمي جديد؟
تتجه الأنظار إلى الاتصال المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط تسارع الجهود لإنهاء الحرب الأوكرانية.
لكن خلف هذا الحدث الدبلوماسي، يبدو أن ما يجري أعمق من مجرد اتفاق سلام، إذ يطرح تساؤلات كبرى بشأن إعادة تشكيل النظام العالمي وتوزيع مراكز النفوذ بين القوى الكبرى.
وفقا للفيلسوف الروسي ألكساندر دوغين، فإن "إعادة ترتيب النظام العالمي يجب أن تأتي أولًا، قبل أي حل للنزاع الأوكراني"، وهو ما يتماشى مع ما تراه موسكو وواشنطن في هذه المرحلة.
فالحرب في أوكرانيا لم تعد مجرد نزاع إقليمي، بل أصبحت ساحة اختبار للقوى العظمى في تحديد معالم المستقبل الجيوسياسي.
أوكرانيا بين تقاسم النفوذ وصراع المصالح.. إلى أين؟
التصريحات الأخيرة تكشف عن تقدم في المفاوضات بين واشنطن وموسكو، إذ أكد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن "الخلافات بين موسكو وكييف تشهد تقليصا، وهناك تقدم في جهود إنهاء الحرب".
لكن روسيا وضعت شروطا واضحة، أبرزها ضمان حياد أوكرانيا، ورفض انضمامها لحلف الناتو، إضافةً إلى ترتيبات أمنية جديدة تعيد رسم الخريطة العسكرية في المنطقة.
وفي هذا السياق، يلقي الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، حسين عبد الحسين، الضوء على تعقيدات هذه التسوية، خلال حديثه الى برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية محذرا من أن "الاتفاق ليس مجرد صفقة سياسية، بل هو إعادة توزيع للنفوذ والثروات بين روسيا وأوكرانيا"، مشيرا إلى أن ترامب يسعى لتقديم التسوية على أنها "إنجاز سياسي"، حيث قال: "هو يحاول إرضاء جزء من الأميركيين بالقول أننا لم نستسلم، بل بالعكس، حققنا نجاحات وتقاسمنا ثروات مع روسيا".
لكن يبقى السؤال: هل بوتين مستعد للظهور بمظهر من يقتسم النفوذ، وهو الذي بدأ الحرب بهدف السيطرة الكاملة على أوكرانيا؟
التوجس الأوروبي.. انقسام في الرؤية أم استراتيجية مختلفة؟
يعكس الموقف الأوروبي من المفاوضات حالة من القلق والتوجس، إذ ترى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن "الشروط التي تضعها روسيا تثبت أنها لا تريد السلام"، بينما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الكرة الآن في ملعب روسيا لإثبات نيتها الحقيقية في إنهاء الحرب".
لكن عبد الحسين يرى أن المسألة تتجاوز مجرد اختلاف في الرؤى، مؤكدا أن "ما نشهده هو انقسام عميق بين ضفتي الأطلسي"، موضحا أن "الأوراق ليست في يد بوتين أو ترامب وحدهما، بل تعتمد بشكل أساسي على موقف أوكرانيا وحلفائها في أوروبا".
هل ينقذ وقف الدعم الأميركي بوتين؟
إحدى النقاط الحاسمة في هذا الصراع تتعلق بالدعم الأميركي لأوكرانيا، حيث يعتقد البعض أن وقف المساعدات العسكرية قد يؤدي إلى انهيار حكومة زيلينسكي، لكن عبد الحسين يشكك في ذلك بقوله: "حتى قبل أن تبدأ المساعدات الأميركية بالتدفق، تمكن الأوكرانيون من صد القوات الروسية ودفعها إلى الخلف".
وأضاف أن "وقف المساعدات قد يمنح روسيا فرصة للتقدم، لكنه لن يؤدي إلى سقوط زيلينسكي أو حكومته، لأن أوكرانيا لا تعتمد فقط على الدعم الأميركي، بل تحظى أيضا بدعم أوروبي استراتيجي يمنع بوتين من فرض شروطه بالقوة".
ترامب بين أوهام القوة وواقع السياسة
يرى عبد الحسين أن ترامب يبالغ في تقدير نفوذه وتأثيره على مجريات الصراع، موضحًا أن "ترامب يتصور أنه قادر على فرض تسوية بمجرد الجلوس مع بوتين، لكنه ينسى أن عليه أيضا إقناع الأوروبيين، الذين لديهم حساباتهم الخاصة".
وأضاف: "الولايات المتحدة قوة عظمى، لكنها ليست ساحرا قادرا على تغيير مجريات الصراع بضغطة زر".
لكن الأهم من ذلك، أن ترامب يواجه معضلة حقيقية: إذا أوقف المساعدات ولم تتغير المعادلة على الأرض، فسيجد نفسه في موقف يشبه موقف بوتين، أي عاجزا عن تحقيق نصر حاسم، كما قال عبد الحسين.
المستقبل الغامض
بين المساعي الدبلوماسية والحقائق العسكرية، يظل مستقبل أوكرانيا رهينا بالتطورات القادمة. فهل ينجح ترامب وبوتين في إعادة رسم خارطة النفوذ الدولي؟ أم أن التعقيدات السياسية والمصالح المتضاربة ستقود إلى تصعيد جديد يُعيد خلط الأوراق؟
الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه هذه الأزمة، لكن المؤكد أن اللعبة لم تنتهِ بعد، وأن أوكرانيا ستظل ساحة صراع بين القوى الكبرى، حيث يبقى الحل النهائي بعيد المنال في ظل الحسابات المتشابكة والمصالح المتضاربة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|