هجمات اليمن... اتفاق سرّي وقّعه ترامب مع إيران وروسيا والعرب لتدمير أوروبا؟؟؟...
تؤكد أوساط واسعة الاطلاع أنه يُمكن للجيش الأميركي أن يدمر القدرات القتالية كافة، الاستراتيجية وغير الاستراتيجية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن، من خلال حملة قصف عنيف لا تتجاوز الساعات المعدودة، تعتمد على بعض أنواع الصواريخ الموجَّهَة من البحر، كما على ضربات أخرى من الجوّ بواسطة طائرات وقاذفات معيّنة.
10 صواريخ... 10 أشهر؟
وأما على أرض الواقع، فتتمحور معظم التصريحات الرسمية لكبار القادة والمسؤولين في الإدارة الأميركية، حول أن جولة الهجمات الأخيرة التي انطلقت قبل يومَيْن ستستمر حتى يفقد "الحوثي" أي قدرة على تهديد الملاحة في البحر الأحمر.
وانطلاقاً من تلك التصريحات، تبدو جولة الضربات الأخيرة طويلة جداً، خصوصاً أن فقدان "الحوثي" لقدراته تبقى خاضعة لمشيئة التقييم الأميركي، في مكان ما، الذي قد يعتبر ربما في المستقبل أن امتلاك الجماعة اليمنية 10 صواريخ فقط يستحقّ التصعيد لـ 10 أشهر إضافية، أو لمدى زمني أطول.
أوروبا...
في أي حال، نعود الى عدم الحَسْم الأميركي السريع، لنسأل عن إمكانية أن يكون هناك رغبة لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإطالة مدة العمليات هناك، بشكل يُدخل أسعار النفط والسّلع والبضائع... في موجة فوضى جديدة، ستكون أوروبا من أكثر المتضرّرين منها ضمن مدى أبْعَد.
فارتفاع أسعار النفط، وتكاليف الشّحن، والتأمين... سيُضاعف كل أنواع الأسعار في دول وأقاليم مختلفة، من بينها أوروبا، التي تبحث عن يورو "من غيمة" حالياً، إذ تتحضّر دولها لرصد المليارات من أجل دعم بنيتها التحتية، وتعزيز صناعاتها الدفاعية وجيوشها، وتحقيق استقلالية شاملة عن الولايات المتحدة الأميركية، لا سيّما بعد التحديات التي فرضتها سياسات ترامب.
فهل يرغب الرئيس الأميركي بالقضاء على ما تبقّى من قوة أوروبية، من خلال عدم الحَسْم السريع في اليمن، وذلك بعدما تعبت أوروبا بمفاعيل الحرب الروسية على أوكرانيا، وبمعركة البحر الأحمر بين خريف عام 2023، وحتى الأمس القريب؟
اتفاق ثلاثي؟
وهل يتعامل ترامب مع الأوروبيين على طريقة أن "ارحلوا عنّا"، واستقلّوا، ولكن لن أسمح لكم بالنجاح في توفير الأموال اللازمة لاستقلاليّتكم عن واشنطن دفاعياً واقتصادياً وتكنولوجيّاً، بشكل يجعلكم أقوياء في المستقبل؟ وهل من اتّفاق أميركي - إيراني - روسي ضمني على تحقيق هذا الهدف، بواسطة زجّ الحوثيين في واجهة معركة طويلة، يمكن حسمها خلال ساعات في الأساس؟
والاتّفاق بين الأميركيين والإيرانيين والروس الذي نتحدث عنه هنا، قد يتمحور حول تغذية طهران لجماعة "الحوثي" بما يُطيل زمن الهجمات الأميركية، فترتفع أسعار النفط وتكاليف الشّحن وأسعار السّلع ونِسَب التضخّم بشكل يهدّد ميزانيات دول أوروبا، ويدفعها إما الى الرّكوع والفشل في الاستقلال الدفاعي والاقتصادي والتكنولوجي عن أميركا، أو الى قبول خطط ومشيئة ترامب بإعادة إحياء مشروع خط "نورد ستريم 2"، من دون أي اعتبار للأمن الأوروبي الدفاعي و"الطاقوي"، ومن دون أي اهتمام بالمخاوف الأوروبية من روسيا.
تفاهمات كبرى...
أوضح الأستاذ الجامعي المتخصّص في شؤون الطاقة الدكتور شربل السكاف أن "أسعار النفط هي موضوع سياسي أيضاً، وليست مسألة خاضعة للسوق والعرض والطلب فقط. وما ينعكس عليها بشكل أساسي اليوم، هو التقاطع الاستراتيجي القائم حديثاً بين الولايات المتحدة وروسيا والسعودية، وليس المخاطر المتعلّقة بحرب اليمن فقط".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "من الناحية النظرية، يؤدي احتمال زيادة المخاطر الأمنية الى رفع سعر برميل النفط. ولكن الموضوع خاضع لتفاهمات كبرى في مكان ما أيضاً، خصوصاً تلك التي تتمّ حالياً بين الرئيسَيْن الأميركي والروسي، والتي تُعتَبَر السعودية عرّابة لها. وبالتالي، إذا تصاعدت المخاطر الأمنية، قد يتّجه الشقّ السياسي من قرار مجموعة "أوبك بلاس" لزيادة الإنتاج ولو قليلاً، بشكل يلجم سعر برميل النفط، ويمنعه من أن يرتفع كثيراً".
"نورد ستريم 2"
ولفت السكاف الى أن "لدى ترامب مصلحة بتخفيض أسعار الطاقة في الولايات المتحدة، انطلاقاً من رغبته بخفض التضخّم أيضاً. فيما لا قدرة على تحقيق الهدف الثاني من دون تخفيض سعر النفط".
ورداً على سؤال حول إمكانية أن يكون لدى ترامب رغبة ومصلحة بزيادة أسعار النفط عبر هجمات طويلة المدى في اليمن، بشكل يؤدي الى إضعاف أوروبا أكثر مع مرور الوقت، أجاب:"لا، لا أعتقد ذلك".
وختم:"لستُ من هذا الرأي، خصوصاً أن ديناميكية ترامب الحالية تقوم على إيجاد حلّ للحرب في أوكرانيا، وسط حديث عن رغبة أميركية بإعادة تشغيل خط "نورد ستريم 2" أيضاً، وهو ما سينعكس إيجاباً على أوروبا في المستقبل".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|