محليات

عن الانتخابات البلدية: التيار على الأضداد.. القوات والكتائب يد واحدة والحزب يرصد

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد ثلاث مرات من التمديد وثلاث سنوات من انتظار اللحظة التي سيحدد فيها وزير الداخلية والبلديات موعد إجراء الانتخابات البلدية والإختيارية، صدر القرار من حكومة العهد الجديد وحدد وزير الداخلية أحمد الحجار موعد إجرائها في 4 أيار 2025 وعلى أربع مراحل تتوزع على أربعة أسابيع حيث يخصص أول أسبوع لمحافظتي عكار والشمال، والثاني لمحافظة جبل لبنان ثم بيروت والبقاع وختامها في الجنوب والنبطية. ومن المرجح أن يتم تجهيز الساحات لاستقبال الناخبين الجنوبيين بسبب الدمار الشامل الذي لحق بالمباني والمؤسسات الرسمية التي كانت تجرى فيها الانتخابات البلدية ولاحقا النيابية.

آخر معارك الانتخابات البلدية والاختيارية كانت في أيار 2016. وكرت سبحة التأجيل. الأول في أيار 2022 بحجة تزامنها مع الإنتخابات النيابية، ثم أيار 2023 بسبب النقص في التمويل حيث صدر مرسوم عن مجلس الوزراء أقر فيه التأجيل التقني حتى 31 أيار 2024. لكن هذه المرة كان لا بد من التأجيل بسبب الحرب الإسرائيلية في الجنوب.

اليوم سقطت كل الحجج وحتى المهل ولم يبق أمام حكومة العهد الجديد إلا الإلتزام بموعد إجراء الإنتخابات البلدية والاختيارية في 1064 بلدية منتشرة على كافة الأراضي اللبنانية، منها 125 بلدية منحلّة و35 مستحدثة و640 مشلولة أو عاطلة عن العمل وفق "الدولية للمعلومات"، لكن المشهدية هذه الدورة لا تشبه سابقاتها نظرا إلى التحول الحاصل في المشهد السياسي والذي ينعكس بطبيعة الحال على التحالفات لا سيما في المدن والبلدات الكبرى. أما في القرى والبلدات الصغيرة فالعامل العائلي والعشائري يطغى على هامش السياسة.

حتى اليوم لم تتوصل غالبية الأحزاب اللبنانية إلى حياكة تحالفاتها النهائية للانتخابات البلدية، لكن عند سؤال المعنيين عن الماكينات الإنتخابية تشعر وكأن المعركة حاصلة غدا. فالكل منهمك في ترتيب "البوانتاجات" وشبك التحالفات ولو مع الأضداد والكل يسعى "لاستقطاب" المتضررين والخارجين من هذا الحلف أو الحزب أو التيار وتلقفه قبل سواه، أما لوائح الشطب، فالظاهر أنها وصلت إلى وزارة الداخلية لإجراء التعديلات المطلوبة، إلا في ما خص أسماء القتلى الذين سقطوا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وحتى بعد إعلان وقف إطلاق النار حيث يسجل يوميا سقوط قتلى بغارات أو عمليات الإغتيال لمسؤولين في حزب الله. 

إذا محدلة الإنتخابات انطلقت ولو ببطء، إن على المستوى الرسمي وحتى الشعبي علما أن وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار يؤكد باستمرار على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها في ايار، وعممت وزارة الداخلية لوائح الشطب على البلديات لتصحيحها. بالتوازي لا يزال الكلام عن تأجيلها لأسباب تقنية يتردد مما يفقد الحماسة الشعبية فهل تعطل الإستعدادات التقنية أول استحقاق في العهد الجديد؟

"تقنياً لا شيء يحول دون إجراء الإنتخابات البلدية والاختيارية في موعدها" يقول الخبير في الإنتخابات سعيد صندقلي لـ"المركزية" مشيرا إلى أن العوائق اللوجستية غير واردة لكن هناك ثغرات في السياسة لا بد من الإضاءة عليها منها القانون الذي ستجرى على اساسه الإنتخابات البلدية والاختيارية .فلا يجوز مثلا أن يتضمن خطاب القسم والبيان الوزاري اعتماد قانون اللامركزية الإدارية وتجري الإنتخابات بخلاف ذلك. وفي حال جرت الإنتخابات وتم تعديل القانون لاحقا، هناك بلديات سيتم حلها بسبب دمجها بأخرى وفقا للقانون.

من هنا، يضيف صندقلي أنه كان من الأجدى الإلتزام بما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري، وإجراء الإنتخابات البلدية والاختيارية لاحقا لمدة 6 سنوات.

في ما خص الحملة الإنتخابية، يلفت الى أنها غائبة كليا، إذ جرت العادة أن تنظم وزارة الداخلية والبلديات حملة تدل على جدية الوزارة في إجراء الانتخابات البلدية والإختيارية، لكن مع غيابها والكلام الذي يتردد عن إمكانية تأجيلها لأسباب تقنية فإن الحماسة الشعبية حتما ستكون غائبة.

خارطة التحالفات باتت شبه واضحة أقله بالنسبة للأحزاب السيادية، وهي تعمل على ماكينة الإنتخابات البلدية كمؤشر للإنتخابات النيابية. بالنسبة إلى التيار الوطني الحر يرجح صندقلي حصول تغيير في توجهاته بحيث تكون التحالفات ع القطعة لكن هذه المرة "القطعة" أصغر بكثير. أما الثنائي فباقٍ على تحالفاته في المدن والبلدات الكبرى، أما في القرى الجنوبية فعلى عكس ما كان متعارفاً عليه في الإنتخابات البلدية السابقة، سيشكل لوائح مشتركة لأنه  يعتبر أن هذه الإنتخابات ستكون المقياس لشعبيته في القرى الجنوبية بعد يوم تشييع حسن نصرالله.

الرابح الأكبر هو حزب القوات اللبنانية، وهذه ليست المرة الأولى فالقوات والكتائب اللبنانية شبكا الأيادي في المدن والبلدات الكبرى وتركا للعائلية الهامش في البلدات الصغيرة والقرى حيث تتركز الجهود على التزكية والتوافق. أما المستقبل فمستمر بسياسة التحالف مع كل الفاعليات سواء في بيروت أو طرابلس أو عكار. يبقى المجتمع المدني، ويؤكد صندقلي أنه سيحصد الربح لكن ليس الوافر على رغم دوره المؤثر في الأوساط الشعبية.

بحماسة أو من دونها الإنتخابات البلدية حتى اليوم ستجري في موعدها والإصرار ليس بهدف تحسين الواقع البلدي والإنمائي"إنما للإستفادة من الثغرات وتصحيحها، استعدادا لخوض معركة الإنتخابات النيابية التي ستجري ضمن مهلة زمنية لا يكون المزاج الشعبي خلالها قد تبدل" يختم صندقلي.

المركزية – جوانا فرحات

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا