الصحافة

الأحزاب تتهرب من "كأس الانتخابات البلدية المرّة" بذريعة التحضير للاستحقاق النيابي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ازدادت حماوة الانتخابات البلدية في القرى والمدن اللبنانية بعد تأكيدات متواصلة من وزارة الداخلية لإجرائها في موعدها من دون تأخير.

وأصبح من المعروف أن هذه الانتخابات تعتبرها الأحزاب اللبنانية كأساً مرة تحاول تجنبها نتيجة ما تتركه من تداعيات على جمهورها، الذي تستفيق فيه العائلية والمذهبية الضيقة متخطية الالتزام الحزبي.
وفي أول موقف علني من الأحزاب، اختار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل التخفي وراء العائلات، معلناً أنه "لن يكون هناك أعلام وشعارات حزبية ولا مرشحون باسم التيار، لكنّ مرشحين للعائلات يدعمهم التيار يخوضون هذه الانتخابات"، في محاولة لتجنيب حزبه تدعياتها الكارثية.

وإذا كان باسيل أول من اختار الهروب علانية، فإن ما يجري ضمن الأحزاب الأخرى لا يختلف بشيء، ولو أن مقارها المركزية تشهد لقاءات واجتماعات مكثفة. وبحسب المعلومات، فإن أغلب الأحزاب توعز إلى مسؤولي مناطقها بالعمل على التوافق مع الأحزاب الأخرى، ولو أن هناك خصومة سياسية كبيرة معها، كما يجري بين "القوات اللبنانية" والحزب السوري القومي الاجتماعي في عدد من القرى والبلدات الكبيرة، فيما تتجه الى النأي بنفسها عند اشتداد الخلاف، وخصوصاً أن هذه المرة ستكون للانتخابات تداعياتها الكبيرة نتيجة قرب توقيت الانتخابات النيابية، وعادة ما تستلزم المصالحات بين أبناء القرى وقتاً أطول لحلها.
وفي المقابل، هناك من يعتبر أنه على الرغم من أن هذه الانتخابات محلية تركز على اختيار المجالس البلدية والاختيارية، فإنها في الوقت نفسه تحمل تأثيرًا سياسيًا كبيراً، خصوصًا في لبنان حيث تكون الحسابات السياسية معقدة للغاية.

وترى أحزاب أن المشاركة في الانتخابات البلدية يمكن أن تؤثر على موقعها في الانتخابات النيابية المقبلة، بحيث غالبًا ما ترتبط الانتخابات المحلية بالمصالح والطوائف، وقد تفرز نتائج الانتخابات البلدية ديناميات قد لا تكون في مصلحة الأحزاب الكبرى التي تركز على الحفاظ على قوتها في البرلمان.

وتحاول هذه الأحزاب الهروب إلى الأمام والتنصل من المصاريف المالية، باعتبار أن هذه الانتخابات تتطلب موارد مالية وتنظيمية ضخمة، بينما تفضل الأحزاب تركيز مواردها على الاستعداد للانتخابات النيابية المقبلة، التي تعتبر أكثر أهمية سياسيًا وقد تؤثر مباشرة على تأليف الحكومة والتوازنات السياسية في البلاد.

والحال أن ثمة خشية بدأت تبديها الأحزاب من أن نتائج الانتخابات البلدية قد تؤدي إلى إضعاف قوتها في بعض المناطق التي تعتبر استراتيجية في الانتخابات النيابية، وبالتالي فإن المشاركة فيها قد تؤدي إلى خسارة نفوذها في بعض المجتمعات المحلية، كما أن هذه الانتخابات غالبًا ما تكون محكومة بالتحالفات المحلية بين الأحزاب والطوائف، وعدم تأمين تحالفات قوية على المستوى المحلي قد يؤدي إلى خسارة من الرصيد الشعبي، لذا يبقى الامتناع عن المشاركة الحل الأفضل.

في المحصلة، بدأت الأحزاب تتلاقى حول فكرة تحييد نفسها قدر الإمكان عن المعارك، بذريعة أن انتخابات المجالس البلدية لا تُمثل أولوية في الوقت الراهن مقارنة بالانتخابات النيابية التي تلوح في الأفق. وبالتالي، يفضلون التركيز على التحضير للمعركة الانتخابية الكبرى في البرلمان.

اسكندر خشاشو - "النهار"
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا