ما هي أسعد دولة في العالم؟

حافظت فنلندا على صدارة قائمة تقرير السعادة العالمي كأكثر الدول سعادة في العالم للعام الثامن على التوالي، فيما جاءت الدنمارك وآيسلندا والنرويج والسويد أيضاً ضمن المراكز العشرة الأولى.

وترى إيلانا رون ليفي، المديرة التنفيذية في «غالوب»، أن تصدر الدول الإسكندنافية لهذا التصنيف ليس مفاجئاً، إذ تتميز هذه الدول بالاستقرار وتوفير مستوى عالٍ من الرفاهية لسكانها.

وأشارت إلى أن فنلندا تعد «حالة استثنائية» بسبب مجموعة من العوامل، من بينها الإيمان بالآخرين، والتفاؤل بالمستقبل، والثقة بالمؤسسات، والدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء، وهي عوامل تساهم في ارتفاع مستوى السعادة بين سكانها، وفقاً لشبكة CNBC.

كما أوضحت أن فنلندا تتميز بقدر أقل من التفاوت في مستويات الرفاهية مقارنة بدول أخرى مثل الولايات المتحدة، حيث يوجد توافق عام بين المواطنين حول شعورهم بالرضا عن حياتهم.

ويستند تقرير السعادة العالمي إلى تقييمات ذاتية للحياة تم جمعها بين عامي 2022 و2024 من خلال استطلاع «غالوب» الذي يعتمد على «مقياس كانترل»، حيث يُطلب من المشاركين تخيل حياتهم كسُلَّم تصاعدي يتراوح من الصفر (الأسوأ) إلى 10 (الأفضل)، ثم تصنيف حياتهم الحالية على هذا المقياس.

كما يعتمد التقرير على ستة متغيرات رئيسية لتصنيف أكثر من 130 دولة، وهي:

نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي
الدعم الاجتماعي
متوسط العمر الصحي المتوقع
الحرية
الكرم
مدى انتشار الفساد

وفي هذا السياق، شددت رون ليفي على أهمية الأفعال الخيرية، مشيرةً إلى أن الأعمال الطيبة لا تعود بالفائدة على متلقيها فحسب، بل تسهم أيضاً في تعزيز سعادة القائمين بها.

تراجع ترتيب الولايات المتحدة
لم تتمكن الولايات المتحدة من دخول قائمة العشرة الأوائل، بل تراجعت من المرتبة 23 العام الماضي إلى المرتبة 24 هذا العام. وترجع رون ليفي هذا التراجع جزئياً إلى شعور الشباب الأميركيين، الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، بأن حياتهم أصبحت أقل سعادة مقارنة بالماضي.

وأشارت إلى أن الشباب يشعرون بضعف الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة، وبمحدودية الحرية في اتخاذ قرارات حياتهم، كما أصبحوا أقل تفاؤلاً حيال مستويات معيشتهم.

ووجد التقرير أن الأميركيين باتوا يقضون وقتاً أطول في تناول الطعام بمفردهم، حيث أفاد نحو 25% من الأميركيين في عام 2023 بأنهم تناولوا جميع وجباتهم بمفردهم في اليوم السابق، بزيادة قدرها 53% منذ عام 2003.

وأوضحت رون ليفي أن مشاركة الوجبات، رغم أنها قد تبدو تفصيلاً بسيطاً، تؤثر بشكل كبير على مستويات السعادة، حيث أظهر التقرير أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام مع الآخرين بشكل متكرر يكونون أكثر سعادة.

وأضافت: «السعادة لا ترتبط فقط بالناتج المحلي الإجمالي أو ارتفاع الرواتب، بل تعتمد بشكل أساسي على الثقة، والروابط الاجتماعية، والتفاؤل بالمستقبل، والأعمال الخيرية، والإيمان بحسن نية الآخرين».

كوستاريكا والمكسيك ضمن العشرة الأوائل لأول مرة
شهد هذا العام دخول كوستاريكا والمكسيك قائمة الدول العشر الأكثر سعادة لأول مرة، وهو ما اعتبرته رون ليفي دليلاً على أن السعادة لا تعتمد فقط على كون الدولة من بين الأغنى في العالم.

وقالت: «يمكن تحقيق مستوى عالٍ من الرضا عن الحياة عندما يتم تلبية الاحتياجات الاقتصادية الأساسية. الرسالة الأهم لجميع الدول هي أن الثروة وحدها لا تكفي لجعل السكان يشعرون بالسعادة والرضا عن حياتهم».

قائمة أسعد 10 دول في العالم لعام 2025:
فنلندا
الدنمارك
آيسلندا
السويد
هولندا
كوستاريكا
النرويج
إسرائيل
لوكسمبورغ
المكسيك

حافظت الدنمارك على المركز الثاني في تقرير السعادة العالمي لعام 2025، بعد أن بقيت ضمن المراكز العشرة الأولى لأكثر من عقد.

وكما هو الحال في فنلندا والدول الإسكندنافية الأخرى، يعود ارتفاع مستوى السعادة في الدنمارك إلى توفر شبكة أمان اجتماعي قوية، وروابط اجتماعية متينة، فضلاً عن شعور الشباب بالرضا عن حياتهم.

وتوضح إيلانا رون ليفي أن سكان الدنمارك يتمتعون «بمعدلات عالية من الكرم والإحسان، ويؤمنون بحسن نية الآخرين».

مزايا الحياة في الدنمارك رغم الضرائب المرتفعة
رغم أن الدنماركيين يدفعون بعضاً من أعلى الضرائب في العالم، حيث تصل إلى 50% من دخلهم، إلا أن ذلك يقابله نظام رفاه شامل، حيث:

الرعاية الصحية مجانية
التعليم الجامعي مجاني، مع تقديم منح مالية للطلاب
دعم حكومي لرعاية الأطفال
معاشات تقاعدية ورعاية خاصة لكبار السن
وفقاً لمؤشر الحياة الأفضل الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تتفوق الدنمارك على المتوسط العالمي في فرص العمل، التعليم، الرعاية الصحية، جودة البيئة، الروابط الاجتماعية، المشاركة المدنية، والرضا عن الحياة.

cnbc