انحسارٌ للدور الايراني في المنطقة... و"الحزب" يُكابر
يصرُّ حزب الله على المكابرة، وتجاهل نتائج حرب المشاغلة او المساندة التي اشعلها ضد إسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى، والتي أدت إلى اضرار فادحة على لبنان كله، وعلى الحزب تحديدا، طالت الامين العام حسن نصرالله وقيادات سياسية وعسكرية من الصف الأول، وتدميراً واسع النطاق في مواقعه ومراكزه وتحصيناته العسكرية، ويحاول التعاطي بالداخل اللبناني، وكأن الحرب التي استمرت لأكثر من عام، وماتزال ذيولها تتواصل باحتلال جزء من الاراضي اللبنانية جنوبا والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان يوميا، لم تحصل، ويعاند كل الجهود والمساعي المبذولة، لتسليم ما تبقّى من سلاحه للدولة اللبنانية، التزاما باتفاق وقف النار وتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١ .
لكن بالرغم من هذه المكابرة، يصطدم الحزب بجملة متغيرات دراماتيكية، لا يمكن تجاهلها واهمها، موافقته على اتفاق وقف اطلاق النار مع إسرائيل وتنفيذ القرار ١٧٠١، بسبب عدم تكافؤ القوى كما صرح بذلك الامين العام للحزب نعيم قاسم مؤخرا، وبعد الخسارة الجسيمة للحزب التي مُنِيَ بها منذ تأسيسه، باغتيال نصرالله وباقي القيادات، السقوط المريع لنظام الرئيس السوري السابق بشار الاسد ومن دون أي مواجهة، من النظام والحرس الثوري الايراني وحزب الله المتواجد بكثافة داخل الاراضي السورية، التزام المليشيات المسلحة المذهبية العراقية التابعة لايران الحياد وتحاشي المشاركة باعمال عسكرية ضد إسرائيل، بضغط شعبي من الداخل والخارج معا، وقوف النظام الايراني موقف المتفرج، ومكتفيا بإطلاق بضعة صواريخ متفق عليها سلفا مع الاميركيين، من دون إلحاق أي تأثير بمجريات الحرب الدائرة.
هذه الوقائع، تُظهر بوضوح المتغيرات المفصلية، في توزع جديد لموازين القوى بالمنطقة، وتلحظ تراجعا او حتى انحسارا شبه كامل للدور الايراني في المنطقة، والمعطى للنظام بقرار اميركي منذ الانقلاب على شاه ايران عام ١٩٧٨، لتفتيت واستنزاف الدول العربية واضعافها، خدمة لإسرائيل، قياسا عما كان عليه في العقود الاربعة الماضية. بوادر انتهاء الدور الايراني بالمنطقة، بدأت باغتيال قائد الحرس الثوري الايراني السابق قاسم سليماني في بغداد خلال ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاولى، ومرورا بالمتغيرات السياسية والعسكرية والامنية في لبنان وسوريا والعراق خلال العام الماضي، وكلها تعطي دليلا واضحا، على عوامل الضعف والوهن التي اصابت الحزب، والتي لا يمكن تجاهلها او القفز فوقها، ولم تعد تنفع معها كل محاولات الاستقواء، والتهويل بافتعال إشكال أمني هنا، او تحريك اشتباكات على الحدود الشرقية مع سوريا، كما حصل أخيرا، والهروب إلى الامام برفض تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية حتى اليوم، لان التأخير بهذه الخطوة، لن يضرّ الحزب وحده، بل يضر أيضا، النهوض بالدولة والمباشرة باعادة الاعمار ما هدمته حرب المشاغلة.
معروف الداعوق-اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|