ارفعوا أيديكم عن هيفا

كأنما لم يكفِ لبنان ما حلّ به من نوازل وما لحق ببناه وبنيه وقطاعاته المنتجة من خسائر، حتى تلقى ضربة مزدوجة طاولت أبرز وجوهه الفنية: الديفا هيفا.

ضربتان تلقتهما هيفا في أقل من 48 ساعة، الأولى صدور قرار بمنعها من الغناء في مصر بعد نشوب أزمة بين الـ "هيّوف" ومدير أعمالها المعزول عن منصبه مصطفى حسانين وامتناعها عن حضور التحقيقات لسماع أقوالها في الشكوى الموثّقة المقدمة ضدّها. وهذا يعني حرمان آلاف "المصاروة" من حضور حفلات هيفا والانبهار بإطلالاتها الجريئة وسماع قديمها والجديد "لايف" على المسارح وفي المهرجانات الكبرى.

لست في موقع تقويم أعمال هيفا كنجمة استعراض وصاحبة مدرسة خاصة بالفن، ولست كذلك من الثلاثة عشر مليونا و600 ألف متابع لها على إنستغرام، لذا استلحقت نفسي أمس واطّلعت على مجموعة من آخر أعمالها كي لا أبدو من الأمّيين في عالم النجوم والمشاهير. استوقفني في الواقع كليب "وصلتلها" وأول جملة غير مغناة في الكليب. هيفا تتحدث على الموبايل من غرفة نومها "وين صرت أنا مظبطة حالي وجاهزة" وباقي الكليب باقة من المشاهد تجسد فيها هيفا قصة الأغنية وأكتفي في هذه العجالة بنشر هذا المقطع منها:

فخذ بالك دي قادرة تغيب

وزي ما ماسكة فيك هتسيب

وتبعد عادي وتعاندك

وما يكونلاكشي فيها نصيب

لو المعلومة دي ناقصاك

أديها خلاص بقيت عندك...

انطلاقاً مما ورد وعطفاً على "ريبرتوار" هيفا السخي يمكن تقدير حجم الخسارة اللاحقة بجمهور فتّح عيونه على "الواوا" وكبر على حليب نيدو المدعم بالفيتامينات وعلى أغنيات "رجب" و"مش قادرة" و"تيجي" وبسمعة لبنان. فبقرار ظالم حُرم الملايين من "وصلتلها". من هنا ضرورة التحرّك العاجل لوصل ما انقطع. أين وزارة الثقافة لا تتابع القضية؟ وهل المتحف أهم من هيفا؟

وتعليقاً على القرار المصري وتداعياته أصدرت نجمتنا التي "تسوح" في باريس بياناً بالإنكليزية ونشرته على وسائل التواصل الاجتماعي، ونظراً إلى أهميته نعيد نشره بحرفيته:

"Keep talking,I am NOT listening Blab bla bla"

قبل أن يفيق لبنان الثقافة والفن من هول الصدمة جاءت الضربة الثانية بإلغاء السلطات المعنية حفل نجمتنا في الكويت في عيد الفطر المبارك "لظروف خارجة عن إرادتنا" كما نشرت هيفا على إنستا، علماً أن هيفا غنت في كل دول مجلس التعاون الخليجي، وتصدرت حفلاتها الـ "تراند". فما الذي يحصل؟

برّدوا قلبنا المفطور والمشطور. لم نعد نحتمل المزيد من الأخبار المماثلة، إرفعوا أيديكم عن هيفا لتحلّق أكثر وتبدع أكثر!

عماد موسى-نداء الوطن