السيناريو البديل عن الإنتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب؟
اسباب عجز "نتنياهو" عن المسّ باتفاق الترسيم البحري
ما يعني اللبنانيين اليوم، وفي ضوء حملات التهويل والتهديد الإسرائيلية، وعلى وقع الغارات الإسرائيلية على سوريا، والإنقجار الإرهابي في اسطنبول، هو ساحتهم الداخلية وانعكاسات المتغيّرات الدولية والإقليمية والتحوّلات في السلطة في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، على الروزنامة اللبنانية سياسياً وأمنياً ومالياً وإقتصادياً، وبشكلٍ خاص على الإستحقاق الرئاسي واتفاق الترسيم البحري مع إسرائيل.
في هذا المجال، يجد سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، أن ما من حدثٍ إقليمي أو دولي في الوقت الحالي، قد ينعكس على لبنان أو يؤثر على علاقته بالجوار، باستثناء التطورات الأميركية والنتائج التي فرضتها الإنتخابات النصفية، والتي أتت معاكسة لكلّ التوقعات، وترتّب عنها استمرار الضغط الأميركي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عاد لتهديد لبنان.
ولكن السفير طبارة اعتبر، ورداً على سؤال لـ"ليبانون ديبايت"، بأن ما تقدّم، يشي ببعض التحوّلات قد تدخل على المشهد الإقليمي، ولو إنها ستكون محدودةً، وذلك، في أكثر من ساحة في المنطقة ومن بينها الساحة اللبنانية، لأن المفاجأة التي كانت متوقّعة في واشنطن، لم تحصل، وهي العودة المدوّية للرئيس السابق دونالد ترامب، وسقوط كل الرهانات على الإنتخابات النصفية.
ولا يربط السفير السابق طبارة، ما بين هذه التحوّلات وعودة التوتر إلى المنطقة، ويلاحظ أن انفجار اسطنبول الأخير، هو مجرّد حادثة أمنية وتردّداتها محدودة، إلاّ إذا تطور الإعتداء الإرهابي وتبعته حوادث تفجير مماثلة، وانفلت الوضع الأمني، لأنه عندها سيكون الهدف منها، هو تحجيم الدور التركي على المستوى الدولي في الأزمة بين روسيا وأميركا.
ومن هنا، يستبعد السفير السابق في واشنطن، تسجيل أية نتائج للتغيير في إسرائيل، حيث أن فوز نتنياهو لا يعني بالضرورة أنه سينجح بتأليف حكومة في فترة قريبة، كما أن علاقته بالإدارة الأميركية الحالية ليست في أحلى حالاتها، لأنه راهن على فوز الجمهوريين في الإنتخابات النصفية لمجلس النواب ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأميركية.
ورداً على السؤال الأبرز، وهو مصير اتفاق الترسيم، فيؤكد طبارة، أن نتنياهو، لن يلغي الإتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، كما سبق وأعلن، لأن الترسيم يمثل خطاً أحمراً بالنسبة لواشنطن، ولن يذهب نتنياهو إلى حدود تحدي الرئيس جو بايدن، وبالتالي، فإن مواقف نتنياهو النارية لا تختلف عن تصريحات من سبقوه، وهي لا تتعدى التهويل، لأن إسرائيل لن تدخل في أي حرب من دون ضوء أخضر أميركي، وقد اختبرت ذلك في العام 1973، عندما هدّدت غولدا مائير باستخدام السلاح النووي إن لم تساعدها أميركا، وتعلّمت إسرائيل درساً في حينه، ولذلك، فإن تصعيد نتنياهو، هو نوع من القنابل الصوتية.
أمّا على المسرح اللبناني، يُضيف طبارة، أن المرحلة لن تخلو من التشنّجات بين نتنياهو وأميركا وبين نتانياهو ولبنان، علماً أن واشنطن قامت بما تريده إسرائيل بالنسبة للإتفاق النووي مع إيران، إذ أوقفت المحادثات في الوقت الذي كان الحديث عن إنجاز الإتفاق النووي شبه محسوم. ولذا، فإن موازين القوى في المنطقة لن تتغير ولن تلحظ أي تحوّلات دراماتيكية، بعدما حيّدت الإنتخابات الأخيرة، إلى حدٍ كبير الرئيس ترامب عن المشهد الداخلي والخارجي، خصوصاً وأن الشؤون الخارجية، هي بيد مجلس الشيوخ والرئيس بايدن، ما يعني أن معادلة السياسة الأميركية في المنطقة، ومن ضمنها لبنان، لن تتغير.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|