جعجع: نستغرب إطلاق صواريخ جديدة باتجاه إسرائيل أخيراً في وقت لا تزال الدولة غائبة
أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أننا “طوينا الصفحة القديمة بكل مصائبها وويلاتها، وبدأنا مرحلة جديدة، وأصبح لدينا أملٌ بالخروج من الوضع الذي نعيش”.
ولفت الى أننا “ناضلنا في السنوات الأخيرة من أجل قيام دولة فعلية في لبنان، وقد ربحنا هذا الرهان من خلال إعادة بناء الدولة بالتوازي مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتسمية رئيس الحكومة نواف سلام، وتشكيل الحكومة”.
واستغرب إطلاق “صواريخ جديدة باتجاه إسرائيل أخيراً، في وقت لا تزال الدولة غائبة، الأمر الذي ينذر بإعادة خلط للأوراق، والتسبب بمزيد من الخسائر البشرية والمادية”.
كلام جعجع جاء خلال احتفال نظمّه في معراب “جهاز الشهداء والمصابين والأسرى” في حزب القوات اللبنانية تحت عنوان “للشهادة ام” لمناسبة عيد الأم، حضره عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك، وعضو الهيئة التنفيذية في “القوات” النائب السابق أنطوان زهرا، الأمين العام لحزب القوات اللبنانية اميل مكرزل، والأمين المساعد للشؤون الإدارية رفيق شاهين، ومنسقو القوات في المناطق اللبنانية، ورئيس جهاز الشهداء والمصابين والاسرى في حزب القوات اللبنانية شربل ابي عقل وأمهات الشهداء والأسرى. واستهل جعجع كلمته بالإشارة إلى أن نداء أمهات الشهداء بالنسبة له هو الأقوى والأغلى من النداءات كلّها، معرباً عن سروره بهذا اللقاء. وقال: “كونوا متأكدين أن ذكرى الشهداء دوماً معنا، وأنا شخصياً دائماً أستذكرهم، لسبب بسيط أن ذكراهم تجعلنا لا نضيّع البوصلة، والدليل أنه منذ 40 سنة الى اليوم لم تسلك القوات اللبنانية سوى الطريق القويم الذي استمررنا فيه حتى اليوم كون الشهداء رسموا لنا هذا الطريق، وبالتالي حين نستذكرهم يصبح من الصعب جداً اختيار طريق آخر”. جعجع الذي نوّه بجهود الرفاق والرفيقات في جهاز الشهداء والأسرى والمصابين في القوات والأمانة العامة الأجهزة كلها التي شاركت في التحضير لهذه المناسبة، لفت الى أنه بالرغم من عدم “لقائنا بشكل مستمر، جراء الظروف والأوضاع العامة، لكن الأكيد المؤكد أن شهداءنا معنا كل يوم، ولهذا السبب لم نخطئ”.
وعزا رئيس “القوات” ميزة الاحتفال الذي طالب بإقامته هذه السنة بعدما امتنع في السنوات الماضية عن الموافقة عليه، إلى “أنّه خلال الخمسين عاما الماضية، أصبحنا جزءًا من التاريخ، وسمعنا تساؤلات البعض مراراً وتكراراً، على سبيل المثال لا الحصر “يا ضيعان هالشباب، كرمال شو راحوا؟”. وكان جوابنا دائما، انطلاقاً من إيماننا وقناعتنا ومن دون دليل ملموس: “الشباب لم يذهبوا سدى، بل ضحّوا من أجل بناء وطن واستُشهدوا من أجل بقاء المجتمع. “وأعي تماماً أن أهالي الشهداء عانوا من هذه التساؤلات أكثر مني”. وتابع: “أما اليوم فقد بات الجواب يستند إلى وقائع عمليّة وملموسة، فخلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية، حصل تطوران أثبتا صحة وجهة نظرنا بنسبة 100%، وليس 99% فقط. وهنا تجدر الإشارة الى أن الله أنصفنا من السماء وتجلّت الحقيقة رغم كل التضحيات والآلام التي عانيتم منها”.
وأردف: “التطور الأول هو سقوط نظام الأسد، الذي واجهناه طيلة خمسين سنة من النضال وخضنا المجابهة المباشرة معه، من الأب إلى الإبن. حينها، وكان الجيش السوري من أقوى جيوش المنطقة، يمتلك الدبابات والمدفعية والعناصر، بينما نحن كنا نقاتل باللحم الحيّ، من “الأشرفية” إلى “زحلة” إلى “قنات” وفي كل المناطق. ولا يمكن لأحد تصوّر حجم المواجهة التي شهدتها هذه البلدات الثلاث، ففي تلك المرحلة كان جيش حافظ الأسد يحارب بضع عشرات أو مئات من شبابنا، الذين، ورغم عددهم الضئيل، صمدوا وقاوموا بشجاعة”. وردّ جعجع على من كان يتساءل لسنواتٍ، عن سبب موت شبابنا بالقول: “ذهب نظام الأسد، وبقي شبابنا، وبقيت القوات، وبقينا نحن. ويتبيّن يوماً بعد يوم مدى شرّ هذا النظام. إن خلافنا معه لم يكن مجرد خلاف سياسي، بل ان هناك أمورا تتجاوز السياسة بأشواط. يصف البعض نظام الأسد بأنه جزء من محور الشر، صحيح، إنه توصيف دقيق للغاية. ولو لم يكن لدينا شهداء، لكان نظام الأسد قد أحكم سيطرته على لبنان بشكلٍ كامل، وليس جزئيا”.
وتابع: “اما السبب الثاني الذي استُشهد من أجله شبابنا خلال الأعوام العشرين أو الثلاثين الأخيرة فيتمثّل بالنضال من أجل قيام دولة قوية وفعليّة. لقد سقط لنا شهداء في سبيل هذه الغاية، وآخرهم إلياس الحصروني مروراً بباسكال سليمان الى رولان المر، ولو ان كلا منهم استشهد في سياق مختلف. لكن، منذ شهرين أو أكثر، طوينا هذه الصفحة بكل مصائبها وويلاتها، وبدأنا مرحلة جديدة، وأصبح لدينا أملٌ بالخروج من الوضع الذي نعيش”. واستطرد: “أخيراً، أُطلقت صواريخ جديدة من الجنوب باتجاه إسرائيل، صاروخ أو اثنان أو ثلاثة بما يكفي لخلط الأوراق من جديد والتسبب في مزيد من الخسائر البشرية والمادية، فيما الدولة اللبنانية ما تزال غائبة، وفي الوقت الذي لا خلاص لنا إلّا بقيام دولة قوية”.
أضاف: “ناضلنا في السنوات الأخيرة من أجل قيام دولة فعلية في لبنان، وقد ربحنا هذا الرهان من خلال إعادة بناء الدولة بالتوازي مع انتخاب الرئيس جوزاف عون، وتسمية رئيس الحكومة نواف سلام، وتشكيل الحكومة”. وقال: “إن هذه المناسبة من أعز المناسبات على قلبي، تماماً كما هو الحال مع القداس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية، وصحيح أننا تعبنا كثيراً، لكن الدولة اللبنانية ستُعاد وتُبنى من جديد”. واذ أثنى على دور أهالي شهداء القوات اللبنانية في النضال بعد استشهاد أبنائهم وإخوتهم، خاطب رئيس القوات أمهات الشهداء قائلاً: “تأكدن تماماً، لولا مواجهتهم ونضالهم ومقاومتهم واستشهادهم، لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. لقد تحملتن الكثير، وكان دوركّن عظيما. لذا، سنستمر في النضال والمواجهة حتى تحقيق أهدافنا. وسنتابع المسيرة للوصول إلى النتائج المرجوّة، ونحيا أحراراً في وطنٍ مستدام”.
وكان الاحتفال بدأ بصلاة تلاها الأب إيلي عطالله على نية الشهداء وأمهات شهداء القوات اللبنانية، ثم ألقى رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب “القوات اللبنانية” أنطوان مراد كلمة قال فيها: “إذا كان لمعراب ولسيد معراب أن ينحني، فلرب القوات السماوية، للشهيد الأول السيد المسيح، والذي لا سيد إلاّه، ولروح الشهيد البطل ولأم الشهيد البطلة… حصرياً”. وتابع مراد: “شهيدنا لا يموت مرتين، ولذلك نحن ثابتون في الإيمان، في الميدان، من أجل الحرية ومن أجل لبنان”. وسأل: “هذا التراب المضمّخ بدماء الشهداء، عندما يقال لكل منا: أذكر يا إنسان أنك من التراب وإلى التراب تعود، فهل من فخر واعتزاز وسعادة أكثر من أن نعود الى هذا التراب، ترابهم؟ يكفي أن نجول سريعا على شعارات القداس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية، حتى يعرف الجميع أننا هنا، لأنهم باتوا فوق: “باقيين، نحن هنا، المقاومة مستمرة، لتبقى لنا الحرية، ما راحوا، ما بينعسوا الحراس، ولأن العهد لكم يا شهداءنا، اكيد اكيد اكيد، الغد لنا”. وختم مراد: “اليوم تضحيات الشهداء تزهر وتثمر، “لأنو كان في أم ربّت وحبّت وما خبّت أغلى كنوزها حتى تقدمها للبنان الحرية والقضية، اليوم عيد الأم، وأم الشهيد أيقونة العيد”.
بدوره، رأى أبي عقل في كلمته “أننا نلمس في وجه ام الشهيد التي تُكرم اليوم تحت عنوان “للشهادة ام”، وجه لبنان المناضل، المقاوم، والصامد… فالأم هي الحب من دون حدود، هي المحبة من دون مقابل، إنها أم يسوع وأم الكون، ومريم العذراء أيضاً قدمت ابنها على الصليب شهيداً للحق والحقيقة”. وتوّجه إلى أمهات الشهداء قائلاً: “انت يا أم الشهيد لا يمكن لكلام أو تكريم أن يفيك ما تستحقين، ولكن يليق بك تاج الشهادة، أنت التي شاركت الخالق بالخلق كما في تقديم ابنك للشهادة في سبيل البشرية جمعاء، وستكونين حتماً في حضرة الله ومع جميع الأبرار والقديسين عندما تكتمل قيامة لبنان على غرار قيامة الرب. لا تحزني يا ام الأمهات، تعبك لم يذهب سدى، كذلك تربيتك وعطفك وعطاؤك لم تذهب هباءً، لأنك بشهادة ابنك ساهمت بالحفاظ على الوطن والأرض وعلى الإيمان والحرية فأصبحت أم الوطن وأم القضية، انت رسمت بتضحيتك لنا غداً مشرقاً وأملاً بوطن لا يخذل أبناءه بعد اليوم ويحفظ لهم الحق بالعيش الحر الكريم من دون منَة من أحد. ليس أكثر مَن يقدر قيمة الشهادة الا رفاق الشهداء وعلى رأسهم رئيس مدرسة الشهداء سمير جعجع، المدرسة التي قدمت الآلاف والآلاف وما زالت، وعلى رأسهم مؤسسها الرئيس الشهيد بشير الجميل شهيد الشهداء”.
أضاف: “هنا لا بد لنا عندما نذكر أم الشهيد في عيد الأم، أن نذكر أمهات الشهداء الأحياء وأمهات المفقودين وأمهات المعتقلين، كيف لا، والحكيم اعتقل أحد عشر عاماً واكبتها أمه الراحلة بالصمت المعبر وبالألم، ولكن أيضاً بصلابة المؤمنة التي تمكنت من تخطي الصعوبات بالرزانة والحكمة والصلاة، والى جانبها سيدة القوات الأولى ستريدا جعجع التي وقفت بشجاعة نادرة وصبرٍ هائل الى جانب زوجها، كما وقفت سائر الزوجات الوفيات للأبطال وللقضية”. أما زوجات الشهداء من أمهات او غير أمهات فاعتبر أبي عقل أن “الشهادة حرمت البعض منهن من الأمومة، فلهن أيضاً تحية كبيرة. فزوجة الشهيد لها حصة في التضحية، وهي التي اختارته رفيق درب لها وقبلت ان يكون رفيقاً للشهداء في عليائهم، لتستمر على ذكراه وفاءً ونضالاً، فكانت الام والأب والاخت والاخ، وأخذت على عاتقها مختلف مسؤوليات زوجها الشهيد وكأنه لم يغب”. وختم: “نعدكم أيها الشهداء الابرار ألا نفرّط بتضحياتكم، بل سنواصل المسيرة من دون تعب، بإرادة المؤمن بالقضية وصلابة المقاوم التي لا تلين لتحقيق الأهداف السامية كلّها، التي استشهدتم من أجلها، حتى الوصول الى الجمهورية القوية القادرة على توفير الأمن والأمان والمستقبل الزاهر لأبنائنا”.
وتخلل الاحتفال بث فيلم وثائقي عن نضال أم الشهيد من إخراج جوني الزغبي ونص أنطوان مراد، كما أنشد كورال “ليفانوس” بقيادة نسرين الحصني تراتيل وأغاني من وحي المناسبة. وفي الختام، وُزعت الورود على الأمهات فضلاً عن هدية رمزية كناية عن مسبحة وبخور، وثم قطع جعجع مع الأمهات قالب الحلوى
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|