مصادر: إطلاق الصواريخ من لبنان "مفتعل" لمنح إسرائيل مبرر عدم الانسحاب

رجّحت مصادر دبلوماسية غربية أن تكون عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة من لبنان باتجاه إسرائيل مفتعلة، بهدف إعطاء الحكومة الإسرائيلية مبررًا لاستئناف عملياتها العسكرية ضد الأراضي اللبنانية.

وأكدت المصادر لـ"إرم نيوز" أن التحقيقات أظهرت أن المنصات التي أُطلقت منها الصواريخ كانت بدائية وغير فعالة، مما يعزز فرضية أن العملية كانت مقصودة، وربما نفذها عملاء لإسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية لإفشال وقف إطلاق النار.

وأوضحت المصادر ذاتها أن إفشال الهدنة يصب في مصلحة إسرائيل، إذ يتيح لها التهرب من تنفيذ الاتفاق الذي ينص على انسحاب جيشها من كامل الأراضي اللبنانية التي احتلها. ومع ذلك، ترفض تل أبيب حتى الآن الالتزام بما تم الاتفاق عليه.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين قد دخل حيِّز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024 لمدة 60 يومًا، وانتهت مدته في 26 يناير 2025. إلا أن إسرائيل أعلنت عدم سحب قواتها من الجنوب اللبناني بعد انتهاء المهلة المحددة.

وفي أعقاب ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين لثلاثة أسابيع إضافية، حتى 18 فبراير 2025، لكن إسرائيل أظهرت عدم التزامها ببنود الاتفاق، ورفضت سحب قواتها من جنوب لبنان.

وترفض إسرائيل الانسحاب من خمس نقاط مهمة في الأراضي اللبنانية، وهي عبارة عن منطقة عازلة تمتد على مساحة كبيرة، وفق ما يؤكده الجانب اللبناني الرسمي.

وأشارت المصادر إلى أن افتعال عملية إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية قد يكون جزءًا من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية واستراتيجية في المنطقة.

وأوضحت المصادر الأسباب التي قد تدفع إسرائيل لاستخدام هذه العملية المفتعلة لاستئناف حربها على لبنان، ومن أبرزها الحفاظ على وجودها العسكري في الأراضي اللبنانية، وتوجيه الاتهام إلى ميليشيا حزب الله بخرق الاتفاق، مما قد يؤدي إلى تأليب الرأي العام اللبناني ضد الحزب.

من جانبه، نفى حزب الله أي علاقة له بعملية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، مؤكدًا التزامه بنصوص اتفاق وقف إطلاق النار.

وشنت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة، يوم أمس، على مناطق في لبنان، في خطوة وصفتها تل أبيب بأنها رد على إطلاق عدة صواريخ عبر الحدود بين البلدين.