محليات

الحل في لبنان بحبر فرنسي وضغط أميركي... مهمة لودريان لن تنتهي!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من المتوقع أن يزور الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت في الساعات المقبلة، في تجديد للمهمة التي أُوكلت إليه سابقًا، من بلورة ملء الشغور إلى وقف إطلاق النار، واليوم في تنفيذ الاتفاق بشكل كلي، والإطلالة على الوضع الداخلي من جهة الحث على الإصلاحات، وهذه المرة من بوابة حاكم مصرف لبنان.

وفي هذا السياق، يعتبر الكاتب السياسي والمستشار في المفوضية الأوروبية الدكتور محيي الدين شحيمي، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن العلاقة اللبنانية الفرنسية تتخطى المفهوم السياسي المجرّد، وهي أبعد من ذلك، إذ تصل إلى حدّ الوجدانيات والعاطفة المكللة بتراكمات التاريخ وتحولاته. ويؤكد أن لبنان يحتل مكانة خاصة ومختلفة في العقل الفرنسي، وهو جزء أصيل من صلب الثقافة الفرنسية، لا سيما أن فرنسا تنظر إلى لبنان بعين العرابة، كونها المساهمة الأساسية في ولادة كيانه الجوهري، أي دولة لبنان الكبير عام 1920.

ومن هذا المنطلق، يرى أن هذا الارتباط يتجاوز مفهوم الشخصيات المرشحة للمناصب، سواء السياسية أو الإدارية أو المالية أو الاقتصادية، وحتى إن تمّ التداول بها، فإن الحديث عنها يبقى ضمن دائرة وجهات النظر والآراء الشخصية والترشيحات، حتى لو تناولها الإعلام بلغة مختلفة وأحيانًا بمبالغة وغلوّ.

ويشدد على أن ما يهم فرنسا في لبنان ليس وصول شخصية معينة إلى منصب وظيفي، حتى لو كانت هذه الشخصية قريبة منها، إذ إن العلاقة ليست مع الأشخاص بقدر ما هي مع مسار يخدم لبنان ومصلحته. ففرنسا معنية باستقرار لبنان، وحماية سيادته، والحفاظ على لبنان 1920 وصيغة المناصفة، وكل ما عدا ذلك هو تفصيل.

ويلفت إلى أن النظرة الفرنسية إلى لبنان لم تتغير رغم تبدل آليات العمل في العلاقة، وهذا مرده إلى ثلاثة أنواع من التغيرات: الأوروبية الدولية، والفرنسية الداخلية، والمحلية اللبنانية، فيما يبقى الثابت الوحيد هو التميز في العلاقة والفرادة التي يتمتع بها لبنان في عيون فرنسا، وضرورة الحفاظ على تنوعه وجوهره المؤسس وصفته الفريدة التي تمثل بقعة ضوء في هذا الشرق. وهنا يمكن التأكيد على أن الدور الفرنسي في لبنان أساسي ويظل المعبر الوحيد عند أي مناسبة أو حدث أو حل.

ويوضح شحيمي أنه بالرغم من تفاوت القدرة بين الفرنسيين والأميركيين، فإن روحية ورقة الحل في لبنان بقيت فرنسية، وحبرها وفكرتها باريسية، فيما الترويج والضغط لتثبيتها أميركي، وهذا يعود إلى الاختلاف في المقاربات بين فرنسا وأميركا. فبينما تمتلك أميركا أدوات الضغط، تتمتع فرنسا بقدرة على تمرير الأفكار التي قد تعجز واشنطن عن إيصالها إلى حلفائها وخصومها وحتى أعدائها، لما تملكه من مهارة في تدوير الزوايا، وهو ما تعتمد عليه أميركا في لبنان.

ويؤكد شحيمي أن ما تحقق في الفترة الأخيرة، من وقف إطلاق النار وتشكيل اللجنة الخماسية الأمنية، هو دليل على ذلك، إذ لا تستطيع أميركا فرض أي حل في لبنان دون فرنسا، ولا تقدر فرنسا على تثبيت أي واقع دون واشنطن، ما يجعل العلاقة بينهما في هذا الملف دقيقة ومتشابكة، وتنعكس مباشرة على الساحة اللبنانية.

وانطلاقًا من هذا، يرى شحيمي أن مهمة لودريان في لبنان لن تنتهي، خلافًا لما يعتقده البعض، بل إنها انتقلت إلى مرحلة مختلفة، وستظل زياراته المستقبلية في إطار المهام نفسها، الهادفة إلى تأمين استقرار لبنان وسيادته، ودعمه في مسار الإصلاح المؤسسي والدستوري.

وفي هذا السياق، تأتي الزيارة المرتقبة للرئيس جوزف إلى فرنسا كبداية للجزء الثاني من زيارته إلى المملكة، ودخول الباب الغربي لنمطية إعادة لبنان إلى سابق عهده، مع دعم كبير وغير مسبوق، لكنه سيكون مشروطًا بالإصلاح المؤسسي والتصحيح الدستوري.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا