الأمير الحسين والأميرة رجوة في مأدبة إفطار للأيتام: حبّ كبير (صور وفيديو)
ردّ إسرائيلي هستيري... ماذا بعد؟!
لم يكن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو إسرائيل مجرد تفصيل عابر في سياق التوتر المستمر على الحدود، بل شكّل منعطفا خطيرا أفرز تداعيات عميقة، سواء على المستوى الداخلي اللبناني أو في سياق التصعيد الإسرائيلي الممنهج. فسرعان ما تحولت الساعات التي أعقبت الحادثة إلى مشهد حرب من طرف واحد، حيث شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع مختلفة، متذرعة بضرورة الردع، لكنها في واقع الأمر كشفت عن حالة من الهستيريا العسكرية التي لطالما كانت سمة أساسية في استراتيجيتها الأمنية".
وقال مصدر سياسي رفيع لوكالة "اخبار اليوم" انه "في مقابل هذا التصعيد الميداني، وجد الداخل اللبناني نفسه في مواجهة عاصفة سياسية زادت حدتها مع التباينات الحادة التي ظهرت حول الحادثة، ليس فقط في سياق البحث عن الجهة التي تقف خلف إطلاق الصواريخ، بل أيضا في ضوء الصراع السياسي الدائر حول مستقبل حزب الله وسلاحه، والذي تفاقم إثر المواقف الأخيرة الصادرة عن رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي، والتي استدعت ردودا حادة من نواب الحزب، ما أعطى انطباعا بأن هناك من يحاول استغلال اللحظة السياسية المرتبكة لدفع الأمور نحو مزيد من التعقيد".
واوضح المصدر "في هذا الإطار، جاء نفي حزب الله لأي علاقة له بإطلاق الصواريخ ليعيد تأكيد موقفه المبدئي في الوقوف خلف الدولة اللبنانية في معركة استعادة الأراضي التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي. غير أن هذه الحادثة لم تكن معزولة عن المشهد اللبناني العام، حيث برزت مؤشرات على أن جهات معينة تحاول جرّ البلاد إلى مواجهة غير محسوبة، سواء عبر استثمار التعارضات السياسية الداخلية أو عبر أجندات إقليمية تسعى إلى تفجير الساحة اللبنانية في توقيت بالغ الخطورة. وهذا ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اتخاذ موقف متقدم، محذرا من خطورة العمل "المشبوه والخطير" الذي يهدف إلى أخذ لبنان والمنطقة نحو انفجار كبير، وداعيا إلى فتح تحقيق جدي لكشف الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ، وهو ما يعكس قلقا متزايدا من توظيف الجنوب اللبناني كمسرح لصراعات لا تخدم المصلحة الوطنية".
ولفت المصدر الى انه "في ظل هذه الأجواء المشحونة، دخل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على خط التهدئة، من خلال تحركات ديبلوماسية مكثفة شملت اتصالات مع عواصم عربية ودولية، في محاولة لمنع التصعيد ومنع إسرائيل من استغلال الحادثة لتوسيع دائرة اعتداءاتها. هذا الحراك، الذي ترافق مع تحذيرات عربية من خطورة انزلاق الأوضاع إلى مواجهة واسعة، أظهر إدراكا دوليا بأن أي انفجار أمني في لبنان لن يكون معزولا عن المشهد الإقليمي، بل قد يؤدي إلى تداعيات تتجاوز الحدود اللبنانية لتشمل ساحات أخرى مشتعلة".
واكد المصدر انه "بدا جليا أن ما حدث لم يكن مجرد ردّ عسكري إسرائيلي على إطلاق صواريخ مجهولة المصدر، بقدر ما كان محاولة لاستثمار الانقسام السياسي اللبناني والدفع نحو مزيد من التأزم الداخلي. وبينما يبقى السؤال مطروحا حول الجهة الفعلية التي تقف خلف إطلاق الصواريخ، فإن الأبعد من ذلك هو التحدي الذي فرضه هذا التصعيد على لبنان، في ظل حسابات إقليمية ودولية معقدة، حيث بات واضحا أن إسرائيل ليست بصدد ردع تهديدات محدودة بقدر ما تسعى إلى إعادة رسم معادلات القوة في لحظة مفصلية، فيما يجد لبنان نفسه مجددا أمام خيارات صعبة تفرض إعادة تقييم الواقع الداخلي وطبيعة التحديات المقبلة".
داود رمال - أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|