الزخم الذي مُنح للحكومة لم يتراجع... لكنها تخضع للاخبارات!

بإقرار كثيرين، لم يتراجع الزخم الذي مُنح لحكومة "الأصلاح والإنقاذ"، بدليل انصرافها إلى تنفيذ أولويات وضعت في بيانها الوزاري ولعل ابرزها التعيينات الأمنية والعسكرية، ومن ثم اقرار آلية التعيينات الإدارية والمرحلة المقبلة مفتوحة على مجموعة قرارات ستتخذها الحكومة .

وعلى الرغم من" التقليعة" الحكومية فإن ثمة اختبارات ستمر بها بالنسبة إلى بعض الملفات منها التهريب والسلاح ومواكبة ما يجري في الجنوب من توتر وتصعيد احيانا، وهذه ملفات قد تثير معها شهية النقاشات الوزارية في وقت ستكون الحكومة مطالبة فيه بالحسم أو اتخاذ خطوات جريئة.

"حتى الآن فترة السماح مقبولة، لكن ذلك لا يعني أنها طويلة"، وفق ما ترى أوساط مراقبة عبر وكالة "اخبار اليوم" ، إذ تشير في الوقت نفسه إلى أن هذه الحكومة حديثة الولادة والحكم عليها يجب أن يراعي نوعية القرارات وافضليتها، فالمطلوب اليوم عدم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في ما خص جعل الأجهزة الأمنية هي الجهة المخولة بحمل السلاح وهي من تقع عليها مهمة ما يجري ومراقبة الوضع على أن تتوسع قريبا وفق مهماتها، أما الدعم لها فهو أكثر من مطلوب سواء معنويا أو ماديا ، إذ أن الوضع الراهن وما يجري على الحدود مع سوريا سيدفع الى رفع حالة الجهوزية لاسيما لدى الجيش.

وترجح هذه الأوساط انطلاق حملة ديبلوماسية متواصلة سيقوم بها المعنيون من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ووزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي في سياق توفير الاستقرار للبلد ومنعا لأي مغامرة تدفع به نحو المجهول، لافتة إلى أن المسألة الأساسية التي لا بد من المحافظة عليها هي مبدأ التضامن الوزاري، فلا تعكس النقاشات داخل الحكومة وجهات نظر متضاربة، معلنة ان هناك مراقبة خارجية على الوضع الحكومي وبالتالي هذه مسألة قد يتم أخذها في عين الاعتبار، موضحة أن من بين الاختبارات تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان الامر الذي يعتبر في صلب المتابعة الأميركية ومن بعده يأتي ملف تعيين الهيئات الناظمة، قائلة: اذا كان الملف الأول يتطلب تفاهما فإن الملف الثاني أيضا سيضع العمل الاصلاحي على السكة الصحيحة. وفي الأطار نفسه أيضا يأتي موضوع التشكيلات الديبلوماسية والقضائية.

لو مضى على تأليف الحكومة بعض الوقت إلا أن أي تعاط ليس في مكانه يعرضها لموجة اعتراضات واسعة لاسيما أنه يفترض أن يكون ادائها مختلفا عن سابقاتها.

كارول سلوم – "أخبار اليوم"